تقاريرميدان

عدوان "الفصح العبري": قفزة كبيرة في اقتحامات الأقصى واستباحة غير مسبوقة للمسجد

شهد المسجد الأقصى تصعيدًا بارزًا في العدوان بالتزامن مع "عيد الفصح العبري"، حيث سجل أعلى عدد من المقتحمين في يوم واحد، هو خامس أيام "العيد" الذي امتد من غروب شمس السبت 2025/4/12 حتى غروب يوم السبت 4/19، تخللته خمسة أيام من الاقتحامات المركزية للأقصى.

واقتحم الأقصى في "الفصح العبري"، على مدى 5 أيام، 6866 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، مقارنة بـ4345 مستوطنًا عام 2024، و3430 في عام 2023.

ومهدت قوات الاحتلال لعدوان الفصح بتشديد الحصار على أبواب الأقصى، ومداخل الطرقات المؤدية إليها، حيث وضعت في مدخل كل طريق حاجزين معدنيين تفصل بينهما مسافة تسمح بمرور شخص واحد. فقط.

وفي ثاني أيام العدوان، أدى مقتحمون طقوس "بركات الكهنة" في الجهة الشرقية من الأقصى، وهي طقوس ترافق في العادة تقديم القرابين. وشارك في الاقتحامات عضو "الكنيست" عن حزب الليكود عميت هاليفي الأقصى بصحبة الحاخام شمشون إلباوم رئيس "اتحاد منظمات الهيكل".

في 4/15، ثالث أيام الفصح العبري، شارك في اقتحام الأقصى 1,732 مستوطنًا، وسمحت شرطة الاحتلال باقتحام ثلاثة أفواج في الوقت ذاته، بواقع نحو 200 مقتحم لفوج المقتحمين الواحد.

وشارك 1,233 مستوطنًا في اقتحام الأقصى في رابع أيام عدوان الفصح العبري؛ وطاف المتطرفون بحلقات الطقوس الصاخبة على مختلف أبواب المسجد من باب السلسلة غربًا إلى باب الملك فيصل وباب حطة وباب الأسباط شمالاً، فيما بقي باب القطانين مغلقًا أمام المسلمين طوال فترات الاقتحام على مدى أيام خلال عدوان الفصح العبري.

واقتحم مستوطنون مقبرة باب الرحمة بحماية قوات الاحتلال، وهي المقبرة التي تضم رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وقبور العلماء والقضاة والقادة على مدى قرون من رحلة الإسلام على ثرى القدس.

وفي خامس أيام العدوان، اقتحم الأقصى 2285 مستوطنًا، وأدى عضو "الكنيست" تزفي سوكوت طقس "السجود الملحمي" في الساحة الشرقية في الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال وحرسه الخاص.

القدس الدولية: الأقصى دخل مرحلة استباحة غير مسبوقة

قالت مؤسسة القدس الدولية إن المسجد الأقصى دخل مرحلة استباحة لم يشهد لها مثيلاً منذ احتلاله عام 1967، مشيرة إلى أن ما جرى من اقتحامات يمثل العدوان الأكبر من حيث عدد المقتحمين منذ الاحتلال، ويستدعي تحركًا شعبيًا عاجلاً، وتغيير سياسة الرفض الشفوي المجرد من الأفعال، وإلا فإننا أمام التضييع الثاني للأقصى بفقدان هويته من بعد التضييع الأول عند احتلاله.

وبينت المؤسسة أن المسجد الأقصى شهد الخميس الاقتحام الأكبر عدديًا منذ احتلاله عام 1967 بواقع 2,258 مقتحمًا، كما شهد التجمعات الأكبر لأداء الطقوس التوراتية في ساحته الشرقية طوال عدوان الفصح العبري، والتي باتت عمليًا كنيسًا غير معلن في المسجد الأقصى، كما شهد تجمعات لأداء الطقوس التوراتية في الساحات والطرقات المؤدية إلى أبوابه، والاقتحام المتكرر لمقبرة باب الرحمة الملاصقة لسوره.

وأضافت المؤسسة أن الوضع القائم في الأقصى انقلب عمليًا ما بين 1967 واليوم؛ فبعد أن كان مسجدًا مفتوحًا للمسلمين فقد بات مفتوحًا لليهود ومحاصرًا بأطواق الحواجز والحصار أمام المسلمين، وبعد أن كانت الأوقاف الأردنية هي من تديره باتت شرطة الاحتلال هي من تهيمن على إدارته وتهمش الدور الأردني فيه حتى أوصلته عمليًا لأن يصبح مجرد مشاركة في الإدارة، وبعد أن كان مسجدًا مكرسًا للصلاة الإسلامية بات مفتوحًا أمام كل أشكال الطقوس التوراتية.

وحذّرت من أن ما حصل اليوم سيشكل دافعًا لتيارات اليمين الصهيوني و"منظمات الهيكل" لتمضي قدمًا في رفع أعداد المقتحمين وتصعيد فرض الطقوس التوراتية في الأقصى باعتبارها بوابة "التأسيس المعنوي للهيكل"؛ ولا بد من الاستعداد والتحضير من اليوم للتصدي لمواسم العدوان القادمة في 5/26 في الذكرى العبرية لاحتلال القدس، وفي 8/3 في مواجهة عدوان "ذكرى خراب الهيكل".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى