تقاريرميدان

ما أبرز التطورات التي شهدها الأقصى في آذار 2025؟

تقاطع شهر رمضان مع شهر آذار المنصرم وامتد على مدى 29 يومًا من الشهر من 1 إلى 29 منه، لم تتوقف فيها اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى وأهله، واستمرت الاقتحامات في الثلثين الأولين من الشهر، بالتزامن مع منع الاعتكاف، بما في ذلك ليالي الجمعة الثلاث الأولى منه.

أكثر من 6000 مستوطن اقتحموا الأقصى

اقتحم المسجد الأقصى في آذار المنصرم  6209 مستوطنين، نفذوا جولات استفزازية في المسجد وأدوا طقوسهم في ساحاته وفي الجهة الشرقية منه قرب باب الرحمة، وذلك بحماية قوات الاحتلال.

واستمرت الاقتحامات على مدى أيام رمضان حتى اليوم العشرين منه، الموافق لـ 3/20 ، وعلقت شرطة الاحتلال إعلانًا على باب المغاربة يفيد بوقف الاقتحامات حتى آخر أيام عيد الفطر.

وبلغت الاقتحامات ذروتها في "عيد المساخر" الذي احتفل به المستوطنون بدءًا من 3/13، واقتحم الأقصى في اليوم الأخير من "المساخر"  بالتوافق مع اليوم السادس عشر من رمضان 555 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال.

وأدى مستوطنون طقوسًا توراتية في المسجد، من بينها طقس السجود الملحمي، كما اقتحم عدد من المستوطنين المسجد بلباس الكهنة.

وبحسب متخصصين، نجحت "جماعات الهيكل"، لأول مرة في تاريخها، في إدخال "عيد المساخر" على قائمة الاقتحامات المركزية، حيث شهد الأقصى اليوم الاقتحام الأكبر بهذه المناسبة منذ بدء هذه الجماعات محاولات الحشد فيه لإدخاله ضمن رزنامة العدوان على المسجد الأقصى، وعملياً منذ فتح باب الاقتحامات اليومية في 2003.

مصادرة سماعات ومكبرات صوت

اقتحمت شرطة الاحتلال المصلى المرواني في 3/9 الموافق التاسع من رمضان، واستولت على مكبري صوت، بحجة تركيبهما من دون تنسيق مسبق.

كما اقتحم عناصر من شرطة الاحتلال مصلى باب الرحمة شرق المسجد الأقصى، مساء 3/15 وصباح 3/16، وقطعوا 3 أسلاك، وانتزعوا مُكبري صوت.

منع الاعتكاف في العشرين الأوائل من رمضان

عمد الاحتلال في العشرين يومًا الأولى من شهر رمضان إلى منع الاعتكاف في المسجد الأقصى، بما في ذلك في ليالي الجمعة الثلاثة، حيث أجبر المصلين، بقوة السلاح، على مغادرة المسجد بعد صلاتي العشاء والتراويح.

واستمرت سياسة تشديد الحصار على الأقصى التي فرضها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، عبر الحواجز والقيود التي طالت أهل القدس والداخل والضفة الغربية المحتلة.

وبملاحظة أعداد المصلين عمومًا وفي أيام الجمعة خصوصًا، فقد شهدت انخفاضًا كبيرًا مقارنة بالسنوات السابقة، إذ وصلت في أعلاها إلى 90 ألفًا في الجمعة الأولى، بينما كانت تصل إلى ربع مليون في رمضان من الأعوام السابقة.

وشن الاحتلال حملة إبعاد شرسة طالت الصحفيين والمصورين، وطالت قرارات الإبعاد عن الأقصى أكثر من 14 صحفيًا منذ ما قبل رمضان.

ولم تتوقف قوات الاحتلال عن اقتحام الأقصى والتجول بين المصلين، وقتي العشاء والتراويح، في محاولة لترسيخ مشهد عدوان جديد يتجلى في انتشار قوات الاحتلال في الأقصى في أوقات الصلاة.

أعضاء "كنيست" يدعمون عدوانًا جديدًا على الأقصى

مع اقتراب "عيد الفصح" العبري، طالب أعضاء في "الكنيست" رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليون بتركيب لافتات باللغة العبرية ترشد إلى المسجد الأقصى على أنه "جبل الهيكل".

وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية إنّ عشرة من أعضاء "الكنيست" وجهوا رسالة إلى ليون تطالب بتركيب لافتات في البلدة القديمة في القدس ترشد إلى "جبل الهيكل".

وقالت الرسالة إن "القدس مليئة باللافتات التي توجه الناس إلى المساجد، فيما تغيب اللافتات العبرية التي توجه الزوار إلى جبل الهيكل".

ودعت الرسالة إلى إظهار "الشجاعة العامة" مشيرة إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، الذي لم يسفر عن ارتدادات سلبية رغم التحذيرات، وفق زعم الرسالة التي قالت إن وضع اللافتات العبرية لن يثير بدوره أي ارتدادات.

وكان نشطاء من "جماعات الهيكل"  عمدوا في كانون الثاني 2025، إلى تعليق لافتات في محيط المسجد الأقصى، تطلق على المسجد مسمى "جبل الهيكل" باللغتين العبرية والإنجليزية مع رسم للهيكل، وذلك لتوجيه المستوطنين إلى المكان.

وفي سياق آخر، بعث وزراء في حكومة الاحتلال وأعضاء في "الكنيست" برسالة إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي، يدعون فيها إلى الاعتراف الرسمي بـ "الصلة التاريخية والدينية للشعب اليهودي بجبل الهيكل".

ووفق ما ذكر موقع "أخبار إسرائيل الوطنية" في 2025/3/12، فإن المبادرة التي قادتها منظمة "بيدينو" و"شوفار في صهيون" تم توقيعها من قبل وزير الاتصالات شلومو كرعي، ووزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار، بالإضافة إلى أعضاء "كنيست" من "الليكود"، و"الصهيونية الدينية"، و"عظمة يهودية".

وحث الموقعون على الرسالة الكونغرس على تعزيز إعلان رسمي يعترف بـ "الحق الأبدي وغير القابل للتصرف للشعب اليهودي في جبل الهيكل"، بزعم أن "هذا هو المكان الذي كانت تقف فيه معابدنا التي دمرتها الإمبراطوريتان البابليّة والرومانية منذ قرابة 2500 و 1900 عام".

ووفق الموقع، كان الناشطون وراء هذه المبادرة أجروا مناقشات مع أعضاء كلا المجلسين في الكونغرس بهدف "تعزيز الاعتراف بحقوق اليهود في جبل الهيكل وبناء الدعم لإعلان رسمي من الكونغرس حول هذه القضية".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى