شهد شهر تشرين الأول المنصرم ارتفاعًا كبيرًا في عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى إذ تجاوز 10 آلاف مقتحم، من بينهم قرابة 6800 في الأعياد العبرية. واستغل المستوطنون موسم الأعياد لتصعيد عدوانهم على الأقصى، إن من حيث أعداد المقتحمين أو من حيث الطقوس التي رافقت الاقتحامات والتي تتعامل "جماعات الهيكل" عبرها مع الأقصى وكأنه "الهيكل".
وبالتوازي مع الاقتحامات والطقوس التوراتية، استمر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على الأقصى منذ العدوان على غزة، ومنعت قوات الاحتلال الأهالي من الدخول إلى المسجد بشكل خاص بالتزامن مع اقتحامات الأعياد العبرية، فيما استمرت في سياسة نصب الحواجز وعرقلة وصول الأهالي إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وفتشت الداخلين ودققت هوياتهم، ومنعت شبانًا من الدخول إلى المسجد، واعتدت بالضرب على عدد منهم، فاضطروا للصلاة في محيط الأقصى وفي الطرقات المؤدية إليه.
عدوان موسم الأعياد العبرية الطويل
اقتحم المسجد الأقصى في شهر تشرين الأول المنصرم 10,131 مستوطنًا، من بينهم 5980 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في أسبوع"عيد العرش" (توثيق القدس البوصلة)، وهو الرقم الأعلى للاقتحامات في شهر واحد منذ بداية العدوان على غزة في تشرين الأول 2023.
ويرتبط ارتفاع عدد المقتحمين إلى احتفال المستوطنين بموسم الأعياد العبرية الطويل الذي بدأ في 2024/10/3 مع رأس السنة العبرية، وصولاً إلى "عيد بهجة التوراة" في 2024/10/24.
وفي اعتداء خطير، شهده رأس السنة العبرية، اقتحم مســتوطنان المسجد الأقصى من باب القطانين بعد صلاة الجمعة في 2024/10/4، ووصلا ركضًا حتى مدخل المصلى المرواني، حيث أديا طقس الانبطاح، ونفخا في البوق، قبل أن يتدخل عناصر شرطة الاحتـلال ويؤمنوا خروجهما من الأقصى.
وفي موسم الأعياد، كرر المستوطنون أداء الصلوات والطقوس التوراتية في الأقصى وعند أبوابه، في إطار ما يسمى بالتأسيس المعنوي للهيكل.
وفي "أسبوع العرش"، أدّى المستوطنون تقديم طقس "القرابين النباتية" الذي تسعى "جماعات الهيكل" لفرضه في الأقصى كجزء من فرض الطقوس التوراتية في المسجد بهدف تغيير هويته وتكريس التعامل معه وكأنه "الهيكل" الذي "تحلّ به روح الرب" وفق معتقداتهم.
كذلك، أدى مستوطنون طقوس "الصلاة المضافة" الخاصة بـ "عيد العرش" في الساحة الشرقية من الأقصى، بحماية قوات الاحتلال.
واقتحم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير ساحة حائط البراق، بحراسة أمنية مشددة، وحمل "القرابين النباتية" وشارك في الصلوات التوراتية.
وقاد الحاخام يهودا غليك إحدى المجموعات في اقتحام الأقصى مرتديًا لباس التوبة أو اللباس الأبيض الخاص بطبقة الكهنة. ورافق غليك صهاينة من الصين اقتحموا المسجد الأقصى تحت غطاء "السياحة" وأدوا طقوسًا خاصة صعودًا على درجات البائكة الشرقية، باتجاه قبة الصخرة.
وفي آخر أيام "عيد العرش، في 10/23، اقتحم توم نيساني، مدير منظمة "بيدينو"، المسجد الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي وردد "شعب إسرائيل حي".
مركز للشرطة قرب باب الحديد
أعلنت شرطة الاحـتلال الشهر الماضي عن نيّتها بناء مركز جديد لها في شارع الواد في القدس القديمة.
وجاء في الإعلان الذي علقته الشرطة في البلدة القديمة أنّه وفقًا لقرار المرافق الأمنية المنعقدة في 2024/10/8، في مكاتب لجنة المرافق الأمنية في القدس، تم تقديم طلب للحصول على رخصة بناء في الحي الإسلامي في القدس القديمة.
ووفق المخطط، سيتكون المركز من 3 طبقات، ويقع قرب باب الحديد، أحد أبواب المسجد الأقصى، وسيكون ملاصقًا لمبنى "بيت الحنان" الذي استولت عليه سلطات الاحتلال عام 1991.