تقاريرميدان

28 عامًا على هبّة النفق.. ما واقع المشاريع التهويدية أسفل الأقصى وفي محيطه؟

يصادف اليوم مرور 28 عامًا على هبة النفق التي اندلعت في 1996/9/25، ردًا على حفر الاحتلال وافتتاحه النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى. وقد شارك في الافتتاح حينذاك رئيس بلدية الاحتلال في القدس بتكليف من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في مشهد يؤكد الرعاية السياسية الرسمية للاعتداء على الأقصى.

اندلعت المواجهات من الأقصى وامتدت إلى أنحاء فلسطين كافة، وارتقى فيها أكثر من 100 شهيد فلسطيني، فيما أصيب أكثر من 1600 بإصابات مختلفة نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم بالرصاص الحي والمطاطي، واستخدم الاحتلال المروحيات والدبابات بالإضافة لاشتراك المستوطنين في إطلاق النار على الفلسطينيين.

على مدى 28 عامًا بعد اندلاع الهبة، صعّد الاحتلال من وتيرة اعتداءاته على الأقصى، واستمرّ في التخطيط لإنشاء مشاريع تهويدية في الأقصى ومحيطه، وعمل على تنفيذها بهدف طمس الهوية الإسلامية للمسجد وإضفاء طابع يهودي يتناسب مع الرواية التوراتية التي يروّج الاحتلال لها حول "الهيكل"، ويخدم أهداف السيطرة على الأقصى والقدس عمومًا.

 وتجاوزت مواقع الحفريات أسفل الأقصى ومحيطه 50 حفرية، فيما يبقى عدد من المواقع مجهولاً نظرًا إلى أنّ الاحتلال غالبًا ما يحيط هذه الحفريات بالكتمان، وقد يكشف عنها عند اكتمال تنفيذها.

 وكان الهدف الأساسي من الحفريات إيجاد آثار تدلّ على وجود "الهيكل"، وهو ما فشل الاحتلال في تحقيقه؛ لذلك، فقد عمد إلى محاولة تزوير التاريخ المكان، وافتتحت سلطات الاحتلال في بعض مواقع الحفريات قاعات تبثّ رواية توراتية حول "الهيكل" تتوافق مع مزاعمها وادّعاءاتها.

حفريات مستمرة

لم تتوقف حفريات الاحتلال الهادفة إلى دعم روايته المزعومة حول "الهيكل"، وفي تطورات الحفريات، كما رصدها تقرير عين على الأقصى الـ18 الصادر عن مؤسسة القدس الدولية في آب 2024، واصل الاحتلال استهداف ساحة البراق والسور الغربي من المسجد الأقصى؛ فاستمرَّ في الحفريات جنوب جسر باب المغاربة بهدف إقامة مكان لأداء النساء اليهوديات واليهود "الإصلاحيين" صلواتهم وطقوسهم.

وفي الناحية الغربية من ساحة البراق شرع الاحتلال في تنفيذ حفريات عميقة وجديدة ضمن مشروع "بيت هليبا" الذي سيتكون من ثلاث طبقات على الأقل.

ووفق التقرير، افتتحت سلطات الاحتلال نفقًا يمتد من ساحة البراق إلى القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للمسجد الأقص، يحتوي معرضًا للصور، وعرضَ فيلم باللغات العربية والإنجليزية والعبرية يروّج للهيكل المزعوم، ومتحفًا فيه آثار يدّعي الاحتلال العثور عليها خلال الحفريات في القصور الأموية، ومن بينها "نجمة داود" و"الشمعدان".

وزعمت سلطة الآثار الإسرائيلية في كانون الأول/ديسمبر 2023 العثور على قطع من بلاط سقف طيني يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد. ورجَّح علماء الآثار اليهود أن تكون قطع البلاط التي وُجدت في منطقة "مدينة داود" الاستيطانية الواقعة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى من بقايا إحدى القلاع أيام الحكم السلوقي اليوناني في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد.

وفي شباط/فبراير 2024 ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلطات الاحتلال عرضت في "متحف إسرائيل" حاوية حجرية تعرضها لأول مرة، وقد عُثر عليها في أثناء التنقيب المتواصل في منطقة "مدينة داود". وزعمت سلطات الاحتلال أن هذه القطعة نادرة وغامضة ويعود تاريخها إلى أيام "الهيكل" الثاني المزعوم.

وفي أيار/مايو 2024، زعمت سلطة الآثار الإسرائيلية العثور على خاتم ذهبي مرصع بحجر أحمر داكن ومصنوع بطريقة بدائية، يعود تاريخه إلى 2300 عام تقريبًا. وادعت سلطة الآثار أنها عثرت على هذا الخاتم في أثناء الحفر في منطقة "مدينة داود".

مصعد البراق لتسهيل اقتحام ساحة البراق

في سياق موازٍ، عمل الاحتلال على تنفيذ مشاريع تهويدية في محيط الأقصى لمحاصرته وتغيير هويته، وإحكام السيطرة عليه. وكان من آخر هذه المشاريع مصعد كهربائي شرع الاحتلال ببنائه مؤخرًا لتسهيل اقتحام المستوطنين لساحة البراق.

ويمتد المصعد من "الحي اليهودي" الاستيطاني إلى حائط البراق المحتل، وسيخصص للمستوطنين المعاقين وكبار السن لتسهيل وصولهم إلى ساحة البراق، غربي المسجد الأقصى.

ونقل موقع واي نت العبري عن هرتسل بن آري، الرئيس التنفيذي لشركة "تطوير الحي اليهودي" قوله إنّ "هذه لحظة محورية للشعب اليهودي، فبعد 2,000 عام من التوق، يمكن أخيرًا لكل يهودي، بغض النظر عن عمره أو حالته الجسدية، التواصل مع جذوره وملامسة قلب تاريخنا".

وتم طرح المشروع في عام 2010 من قبل شركة "تطوير الحي اليهودي"، وصادقت عليه حكومة الاحتلال في أيار/مايو 2017 في اجتماعها المخصص للاحتفال بالذكرى الخمسين لاحتلال كامل القدس.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى