يشكل "يوم القدس"، أو الذكرى العبرية لاحتلال شرق القدس، محطة سنوية لتصعيد العدوان على القدس والأقصى. واستبقت "جماعات الهيكل"، التي توافق يوم غد الإثنين 2025/5/26، بالحشد لاقتحام الأقصى والمشاركة في مسيرة الأعلام التهويدية التي تنفذ عصرًا.
وعلى المستوى الرسمي، تتجه حكومة الاحتلال لعقد اجتماع للمناسبة في مركز الزوار التهويدي المعروف بمدينة داود، في سلوان جنوب الأقصى.
وكان مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن 5/14، عن هذا الاجتماع وقال في بيان: "تفتخر الحكومة الإسرائيلية بعقد اجتماعها الخاص بمناسبة يوم القدس في مدينة داود – مهد تراثنا الوطني وقلب عاصمتنا الموحدة والأبدية".
دعوة لأداء الطقوس التوراتية العلنية في الأقصى
أطلقت مدرسة جبل الهيكل الدينية التي تتخذ من المسجد الأقصى مركزًا مزعومًا لها دعوةً عامة لاقتحام الأقصى يوم غدٍ الإثنين بمناسبة "يوم القدس".
وشددت الدعوة على إقامة "صلاة المساء" التوراتية بشكل جماعي داخل المسجد الأقصى، في إعلان مفتوح عن إقامة الطقوس التوراتية في الأقصى، وذلك في الساعة 2:15 بعد الظهر بقيادة الحاخام إليشع وولفسون، حاخام "مدرسة جبل الهيكل الدينية".
13 حاخامًا يدعون لاقتحام الأقصى في "يوم القدس"
نشر اتحاد منظمات الهيكل المتطرفة مقطعاً دعائيًا تحريضيًا، يدعو جمهور تيار الصهيونية الدينية إلى اقتحام الأقصى صباح وظهر يوم غد الإثنين.
ونقل الفيديو نداءات من 13 حاخامًا يشكلون قيادة أبرز مدارس الصهيونية الدينية وأبرز مستوطناتها في الضفة الغربية كذلك، بما يشمل مستوطنات القدس والخليل وبيت لحم ونابلس وسلفيت، إضافة إلى حاخامات صفد وكريات شمونة شمالاً، وهي نداءات غطّت مناطق سكن الكتلة الأكبر من جمهور المقتحمين الدائمين للمسجد الأقصى.
ووفق الباحث زياد ابحيص، يبدو أن "جماعات الهيكل" تسعى عبر هذا النوع من التحريض المصور إلى تحفيز مجموعات جديدة من اليمين وأتباع الصهيونية الدينية للانضمام إلى جمهور المقتحمين للأقصى، وفرض حجم وشكل أكبر من العدوان على الأقصى.
"منظمات الهيكل" تحشد لاقتحام الأقصى
نشرت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" المتطرفة إعلانًا لجمهورها يدعوهم إلى اقتحام الأقصى ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه في يوم الذكرى العبرية لاحتلال القدس.
وتعد الصهيونية الدينية هذا اليوم مناسبة سنوية لتأكيد ما تسميه "السيادة اليهودية على القدس" بما في ذلك المسجد الأقصى، حيث تنظم اقتحامًا كبيرًا للمسجد الأقصى صباحًا، ثم تنظم "مسيرة الأعلام" في الساعة الخامسة عصرًا حيث تطوف حول بوابات البلدة القديمة من الجهة الغربية والشمالية، ثم تقتحمها من باب العامود.
ويتعمد المشاركون في المسيرة حمل أكبر عدد من الأعلام الإسرائيلية، والاعتداء على المقدسيين، وشتم النبي محمدﷺ، وتخريب الممتلكات وترك القاذورات أمام المقدسيين في طرقات البلدة القديمة ضمن طقوسهم السنوية للتعبير عن "السيادة".
عدوان العام الماضي
وكان الأقصى شهد العام الماضي في 5/6/2024 بالتزامن مع الذكرى العبرية لاحتلال الشطر الشرقي للقدس المحتلة، واحدًا من أعنف الاعتداءات على المسجد في السنوات الماضية.
وشارك في اقتحام الأقصى 1600 مستوطن، ورفعوا علم الاحتلال، وأدوا النشيد القومي الإسرائيلي في ساحات المسجد، وأدوا "السجود الملحمي" الكامل في ساحات الأقصى الشرقية، إضافةً إلى إدخال أداة دينية مركزية في الطقوس التوراتية هي "لفائف التيفلين" السوداء، وغير ذلك مما يرتبط بالاقتحامات من أداء للطقوس اليهوديّة العلنية، وما تلاها في اليوم نفسه، من تنظيم "مسيرة الأعلام" الاستيطانية، التي شارك فيها آلاف المستوطنين إلى جانب وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف.