تقاريرميدان

ما آخر تطورات المشاريع التهويدية في الأقصى ومحيطه؟

لا يوفر الاحتلال وسيلة لتهويد القدس لإثباتها عاصمة له، وتأتي المشاريع التهويدية التي يجريها الاحتلال بشكل خاص أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه من أبرز الوسائل في هذا السياق وذلك لإثبات مزاعم توراتية حول أحقّية يهودية بالقدس ومسجدها.

وفي هذا السياق، افتتح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في 2025/9/15، نفقًا تهويديًا أسفل بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وذلك بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

ويشكل النفق جزءًا من شبكة أنفاق واسعة أسفل بلدة سلوان، وهذا المقطع يمتد من ساحة باب المغاربة باتجاه حائط البراق، ويزعم الاحتلال أنه كان الممر من عين سلوان إلى "الهيكل الثاني".

والنفق مقطع جديد من نفق "طرق الحجاج" الاستيطاني الذي افتتح نتنياهو مقطعًا منه عام 2018 بمشاركة السفير الأمريكي لدى الاحتلال حينها ديفيد فريدمان، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات.

حفريات في ساحة البراق

كشف الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب عن نفق جديد وحفريات تُجريها سلطات الاحتلال داخل ساحة البراق غربي المسجد الأقصى.

ووفق أبو دياب، فإن عمالًا من سلطة الآثار الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس المحتلة شرعوا في شق نفق جديد وإجراء حفريات في المنطقة الغربية للأقصى.

ويبدأ النفق الجديد من داخل ساحة البراق بالقرب من باب المغاربة، ويخترق حارتي المغاربة والشرف أسفل سور القدس القديمة، وصولًا إلى باب الخليل، أهم أبواب البلدة القديمة.

وحسب أبو دياب، فإن النفق يمتد ما بين 500 و550 مترًا، وعرضه من 9 إلى 15 مترًا، وعلى ارتفاع عدة أمتار، ويتضمن مراكز سياحية ومتاحف ومسارات تلمودية، لترويج الروايات الإسرائيلية المزورة ومسح أدمغة الزوار الأجانب في ما يتعلق بمدينة القدس وتاريخها الحقيقي.

ويشير إلى أن العمل في المنطقة المذكورة يهدف تزوير التاريخ والحضارة العربية في القدس ومحيط الأقصى، وصياغة هوية تتلاءم مع رواية الاحتلال وسرديته، فيما تسبب أعمال الحفر في المنطقة الغربية من الأقصى بظهور تصدعات وتشققات في حجارة وأبنية المسجد فوق الأرض، ما يؤثر في أساسات المسجد.

ويوضح الباحث أبو دياب أن الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال يتخللها استخراج أحجار وصخور وأتربة أثرية من المنطقة التي تضم مئات الآثار العربية والإسلامية التي تعود للفترات الرومانية والبيزنطية والكنعانية. ويشير إلى أن جزءًا من هذا النفق يمر أسفل العقارات والمباني في حي باب السلسلة المؤدي مباشرة للأقصى، والتي قرر وزير "القدس والتراث" في حكومة الاحتلال المستقيل مئير بروش، الاستيلاء عليها مؤخرًا.

حفريات وأنفاق في الأقصى ومحيطه

كشف تقرير عين على الأقصى التاسع عشر الصادر عن مؤسسة القدس الدولية في آب 2025، عن توجه مؤسسات الاحتلال إلى فرض وقائع معمارية جديدة حول المسجد الأقصى، بهدف إحاطته بطوق من الرموز والمعالم اليهودية، وإعادة تشكيل الفضاء البصري والرمزي للقدس بما يخدم رواية "الهيكل.

وأوضح التقرير أنّ هذه المشاريع في معظمها، مخططات قديمة أعيد إحياؤها ونقلها من التنظير إلى التنفيذ، ورصد التقرير اتجاه هذه المشاريع في ثلاثة مسارات أساسيَّة تشمل:

- استهداف المسجد الأقصى مباشرة عبر تنفيذ مشاريع تهويدية تشمل معالمه الداخلية ومحيطه الخارجي.

- تنفيذ مشاريع تهويدية تطوّق البلدة القديمة ومحيطها.

- توسيع نطاق الحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه.

ومن المشاريع التي رصدها التقرير مشروع "المصعد الكهربائي" المعروف بـ"مصعد كوتيل" قرب حائط البراق في السور الغربي للمسجد الأقصى، وأطلقته سلطات الاحتلال في نيسان 2025، ويشمل مصعدًا بعمق 26 مترًا، وممرًا للمشاة، وشارعًا تجاريًا.
كذلك رصد التقرير مشروعًا تهويديًا في مستوطنة "نوف تسيون"، المقامة على أراضي بلدة جبل المكبر جنوب المدينة، ويشمل المشروع، الذي أطلقته سلطات الاحتلال في حزيران 2025، إنشاء "مغطس طقسي (ميكفاه)" وكنيس يهودي.

يضاف إلى ذلك إعادة فتح المبنى المعروف باسم "مدرسة عطيرت يروشلايم" الدينية، بعد انقطاعٍ دام قرابة عامين، بسبب "استكمال أعمال الترميم". ويقع هذا المبنى على بُعد أمتار معدودة من باب الناظر (باب المجلس) في سور الأقصى الغربي، واستولت عليه جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية في عام 1983 ثم حولته إلى مدرسة دينية تحمل اسم "عطيرت يروشلايم".

أما على مستوى الحفريات، فأشار التقرير إلى استمرار أعمال الحفر المحيطة بالمسجد الأقصى، حيث تتكثف الحفريات في الجهة الجنوبية وخاصة في القصور الأموية التي يسميها الاحتلال تلة "أوفل"، ومشروع "موقع جفعاتي" ومشروع "مدينة داود". فيما تتركز حفريات الجهة الغربية في ساحة البراق ومشروع تهويد فندق "ليتل بيترا".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى