تقاريرميدان

كيف مرّ عدوان مطلع الشهر العبري على المسجد الأقصى؟

اقتحم المسجد الأقصى مئات المستوطنين على مدى يومي الأحد واليوم الإثنين احتفالاً ببداية شهر أيلول العبري.

وبلغ مجموع المقتحمين 1041، من بينهم 622 مستوطنًا اقتحموا الأقصى اليوم الإثنين، وأدوا أغاني وصلوات وطقوسًا توراتية في المسجد.

ومن بين المقتحمين مستوطن ارتدى لفائف "التيفلن".

كما عمد حاخام إلى نفخ البوق في أثناء اقتحام المسجد الأقصى اليوم الإثنين.

ومساء الأحد، نُظم حفل لفرقة أسمتها "منظمات الهيكل" جوقة "حرس اللاويين"، حيث نظمت مسيرة بدأت في السابعة مساء من ساحة البراق وتجولت حول كل أبواب المسجد الأقصى المفتوحة في الرواق الغربي ثم الشمالي وصولاً إلى باب الأسباط لتقيم مقابله حفلاً في ساحة الغزالي في الساعة الثامنة مساء، وبما تزامن مع صلاتي المغرب والعشاء.

وترافق مع تنظيم هذه المسيرة إغلاق باب القطانين أمام المصلين، وانتشار مكثف لشرطة الاحتلال في ساحات الأقصى ونشر الحواجز ومنع حركة المقدسيين في طريق الواد وفي محيط باب المغاربة.

دلالات العدوان

يعد مطلع الشهر العبري مناسبة هامشية حولتها "جماعات الهيكل" إلى مناسبة شهرية لتصعيد العدوان على المسجد الأقصى.

ووفق الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص، فإن الهدف من الاحتفال المتجول هو الإعلان عن بعث طبقة "كهنة الهيكل" التي تقول الأسطورة التوراتية بأنهم كانوا يقودون الطقوس التوراتية في "الهيكل"، وبأن هؤلاء الكهنة كانوا من اللاويين "سبط من أسباط بني إسرائيل من نسل الابن الثالث للنبي يعقوب وفق الرواية التوراتية"، وبأنهم من نسل هارون الكاهن تحديدًا (النبي هارون عليه السلام في الرؤية الإسلامية).

أما عن نفخ البوق في الأفصى، فيقول ابحيص إن الصهيونية تحمّل معاني سياسية متعددة للبوق، إذ ترى فيه أنه إعلان سيادة على موقع نفخه، ولذلك نفخ حاخام جيش الاحتلال بالبوق في سيناء عند احتلالها لأول مرة في 1956 وفي المسجد الأقصى عند احتلاله في 1967، كما أن الصهيونية الدينية تنظر له باعتباره إعلاناً لبدء زمانٍ جديد، وتقصد بتكرار نفخه في المسجد الأقصى إعلان بدء "زمان الهيكل"، ونهاية زمان "المسجد الأقصى" وفق تصورها الأسطوري.

أما دينيًا، فإن نفخ البوق في اليهودية هو طقس مختص بمناسبتين هما رأس السنة العبرية و"يوم الغفران"، ويشكل تذكيرًا بيوم الحساب وإعلانًا لنهاية سنة سابقة وبدء سنة جديدة، أما في "يوم الغفران" فيشكل إعلانًا لنهاية أيام التوبة العشرة التي تُفتتح بها السنة العبرية وتنتهي بغروب شمس "يوم الغفران".

مقدمة لموسم العدوان الأطول والأعتى

يشير الباحث ابحيص إلى أن هذه هي السنة الثانية على التوالي التي تحول فيها "منظمات الهيكل" رأس شهر أيلول العبري إلى احتفال مكون من يومين تتعمد خلاله نفخ البوق في المسجد الأقصى، ويعود ذلك إلى أنها تحاول أن تحيي مفهومًا مندثرًا في التقويم العبري وهو "رأس السنة للبهائم".

ويبين أن التقويم العبري بطبقاته المتعددة كانت له أربعة رؤوس سنة: الأول هو رأس السنة المدنية وتبدأ في شهر تشري العبري وهي التي تعد رسميًا رأس السنة العبرية ختى اليوم ويحتفل بها اليهود في كل عام، وإلى جانبها هناك ثلاثة رؤوس سنة مندثرة هي "رأس السنة للأشجار" ويأتي في شباط العبري، و"رأس السنة الدينية" في أول نيسان العبري وهو التقويم المعتمد لحساب مُدَد المُلك وولايات المجالس الحاخامية و"السنهدرين"، وأخيرًا "رأس السنة للبهائم" وفيه تحسب وتدفع عشور الماشية.

ويشير إلى أن الصهيونية الدينية و"منظمات الهيكل" تستمر في إحياء الطقوس والمفاهيم اليهودية المندثرة، لتوظفها كأدوات استعمارٍ وهيمنة على المسجد الأقصى، تمامًا كما تفعل في طقس الانبطاح "السجود الملحمي" وفي طقس القربان وفي استحضار ملابس كهنة "الهيكل"، إذ توظفها جميعًا خارج أصلها الديني وفي غير أوقاتها المعرفة توراتيًا، ما دامت تخدمها في فرض هوية يهودية في المسجد الأقصى.

ويقول إن العدوان الذي جرى في هذه المناسبة هو إعلان تحضير لعدوان عاتٍ قادمٍ على المسجد الأقصى ما بين 9/23 و2025/10/14، ورسالةُ "منظمات الهيكل" وشرطة الاحتلال الواضحة: إذا كان كل ما حصل اليوم من عدوان هو مجرد إعلان عن القادم، فترقبوا عدوانًا يمضي بعيدًا في تهويد الأقصى.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى