تقاريرميدان

عنف ممنهج في موسم البركة.. الاحتلال يعتدي على الزيتون وأصحابه

في كل عام مع بداية موسم الزيتون، يتجدد مشهد العدوان الإسرائيلي على الأرض والإنسان في فلسطين. فلم يكد الموسم يبدأ والعائلات الفلسطينية تشرع بجني ثمار الزيتون، حتى تصاعدت الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، مستهدفة المزارعين، والأشجار، وحتى أدوات القطاف.

وتعكس هذه الاعتداءات سياسة ممنهجة لحرمان الفلسطينيين من مصدر رزقهم، ورمز صمودهم المتجذر في الأرض منذ آلاف السنين، حيث سُجّلت عشرات الاعتداءات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، من اقتلاع وتكسير للأشجار، إلى الاعتداء الجسدي على القاطفين ومنعهم بالقوة من الوصول إلى أراضيهم.

اعتداءات يومية

هاجم مستوطنون، صباح اليوم الثلاثاء، قاطفي الزيتون في بلدة ترمسعيا شمالي رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وأجبروهم على مغادرة المنطقة، وألحقوا أضرارًا مادية بمركبة أحد المزارعين، بعد رشقها بالحجارة.

كما اعتدى عدد من جنود الاحتلال بالضرب المبرح على أحد قاطفي الزيتون في بلدة كفر راعي جنوب جنين، ما أدى لإصابته بجرح في الرأس خلال قطفه الزيتون من أرضه في البلدة.

وفي 2025/10/20، اعتدى مسوطنون على المزارعين وقاطفي الزيتون أثناء قطف ثمار الزيتون في أراضيهم بمساندة جيش الاحتلال، الذي فتح الرصاص الحي تجاه المزارعين لإجبارهم على ترك أراضيهم.

كما سرق مستوطنون ثمار الزيتون من أراضي سهل رامين شرق مدينة طولكرم، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، التي منعت المزارعين من دخول أراضيهم وطاردتهم تحت تهديد السلاح.

وفي 10/19، شنت قوات الاحتلال ومستوطنون مسلحون هجمات متكررة على المزارعين الفلسطينيين، خلال قطف الزيتون في محافظتي رام الله ونابلس وسلفيت بالضفة الغربية.

وفي هذا السياق، وثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" 71 هجومًا من قبل المستوطنين في الضفة الغربية ما بين 7 و13 تشرين الأول الجاري، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون، وأثّرت في سكان 27 قرية في محافظات بالضفة.

هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم

قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن جيش الاحتلال والمستوطنين نفذوا ما مجموعه 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون منذ بداية الموسم الحالي.

وأضاف في بيان صحفي صادر عن الهيئة اليوم الثلاثاء، أن طواقم الهيئة رصدت تنفيد جيش الاحتلال 17 حالة اعتداء، و141 حالة اعتداء من قبل المستوطنين.

وأوضح شعبان أن هذه الاعتداءات تراوحت ما بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكل أشكاله وإطلاق النار المباشر كما حدث في محافظة طوباس.

وتركزت الاعتداءات في محافظة  نابلس بـ 56 حالة اعتداء، تلتها محافظة رام الله بـ 51 حالة اعتداء، ثم محافظة الخليل بـ 15 حالة اعتداء.

وأشار شعبان إلى أن الموسم الحالي شهد تسجيل 57 حالة تقييد حركة وترويع لقاطفي الزيتون، إضافة إلى 22 حالة للضرب والاعتداء بحق المزارعين.

وبين أن هذا الموسم، الذي ترافق مع استمرار العدوان على شعبنا يعد الأصعب والأخطر في العقود الأخيرة، نظرًا لاستغلال الجيش والمستوطنين أنظمة الحرب في تنفيذ الجرائم مدعومين بالكثير من السياسات والتشريعات التي تعزز حالات الاعتداء والإرهاب والتضييق لا سيما إغلاق المحافظات وتسليم الأسلحة لمليشيات المستوطنين، والأخطر من ذلك إعفاؤهم من المساءلة والمحاكمة.

وأشار إلى أنّ هذا الموسم شهد إمعانًا في فرض المناطق العسكرية المغلقة على الأراضي الزراعية.

ولفت إلى أن 74 عملية اعتداء تعرضت لها الأراضي المزروعة بالزيتون في الموسم الحالي، منها 29 عملية قطع وتكسير وتجريف أراضي مزروعة بالزيتون أدت إلى تخريب ما مجموعه 795 أشجار زيتون.

وأكد شعبان أن دولة الاحتلال مستمرة في محاولاتها من أجل تنغيص أسلوب الحياة الفلسطيني الذي يرتبط تاريخيًا بالأرض كمصدر رزق ونموذج حياة.

وأضاف أنّ دولة الاحتلال تستهدف موسم الزيتون بشكل ممنهج وبقصدية كبيرة نظرًا لوجدانية وأصلانية العلاقة بين المواطن الفلسطيني والأرض، مؤكدًا أن كل ما تفعله دولة الاحتلال الآن يصب في إطار خلخلة العلاقة المتينة مع الأرض، في مخططات معلنة وواضحة من أجل السيطرة على الجغرافية الفلسطينية ومنع وصول المواطنين إليها.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى