اقتحم 2958 مستوطنًا المسجد الأقصى الثلاثاء 13/8/2024 بالتزامن مع "ذكرى خراب الهيكل"، في واحد من أسوأ الاعتداءات على المسجد بعد احتلاله عام 1967.
وعملت شرطة الاحتلال على تكثيف الحضور اليهودي في الأقصى عبر زيادة حجم فوج المقتحمين إلى 200 مقتحم والسماح بدخول ثلاثة أفواجٍ متزامنة، ما يعني وجود 600 مقتحم في الأقصى في الوقت ذاته، بالتزامن مع استمرار حصار المسجد وتقييد وجود المسلمين في لتمر الاقتحامات من دون التصدي لها.
عدوان بقيادة بن غفير
قاد عدوان "ذكرى خراب الهيكل" وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، الذي اقتحم الأقصى للمرة السادسة منذ توليه منصبه، والثالثة منذ بدء العدوان على غزة، مرددًا "شعار إسرائيل حي"، ومشرفًا على أداء الطقوس التوراتية في المسجد، لا سيما "طقس الانبطاح" الذي أداه مستوطنون على مرأى من بن غفير لدى مروره في الجهة الشرقية من الأقصى، إضافة إلى أدائه في مقابل قبة الصخرة بالجهة الغربية من المسجد.
مستوطنون يؤدون طقس الانبطاح في الجهة الشرقية من #المسجد_الأقصى ومقابل قبة الصخرة أثناء اقتحام المسجد صباح اليوم لإحياء "ذكرى خراب الهيكل" pic.twitter.com/QEZLUDUwsy
— alquds360 (@alquds360) August 13, 2024
وإلى بن غفير، شارك في الاقتحامات وزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، وعضو "الكنيست" من حزب الليكود عاميت هليفي، وهو صاحب مخطّط التقسيم المكاني للأقصى.
"ذكرى خراب الهيكل" وتجديد عهد بناء "الهيكل"
عملت "جماعات الهيكل" في السنوات الأخيرة على استغلال الأعياد اليهودية، وفي مقدمتها "ذكرى خراب الهيكل"، لتصعيد عدوانها على الأقصى، وترسيخ هذه المناسبات لتكريس التقسيم المكاني والزماني للأقصى، والتأسيس المعنوي للهيكل.
ويقول الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص إنّه مع صعود الصهيونية الدينية ومشروع الإحلال الديني تجاه المسجد الأقصى أخذت "جماعات الهيكل" تحاول تعزيز يوم الأحزان الأسطوري بمعاني القوة والغلبة والوعد المستقبلي، لتبني على فكرة توراتية مفادها أن المسيح المخلص الذي تنتظره هذه الجماعات سيولد في هذا اليوم، وأن الأمل سينبعث من رحم الأحزان.
ويضيف، في منشور له على فيسبوك، أنّ هذه الجماعات أخذت تحول "ذكرى خراب الهيكل" إلى يوم لتجديد العهد باستعادة الهيكل المزعوم، وفرض السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى عبر اعتباره يوم الحشد الأعظم للاقتحامات. وقد فرضت فيه بالفعل أكبر اقتحام في تاريخ المسجد الأقصى هذا العام، عبر اقتحام قرابة 3000 مستوطن، وأداء الطقوس التوراتية في المسجد وتوسيع دائرتها، رفع الأعلام الإسرائيلية.
تمسّك إسرائيلي بتبديل هوية الأقصى كبوابة لحسم المعركة في فلسطين
قالت مؤسسة القدس الدولية إنّ تجدد العدوان على الأقصى وتصاعده في الشهر الحادي عشر لمعركة طوفان الأقصى يجدد التأكيد على مكانة الأقصى باعتباره مركز تفجر الصراع، فالاحتلال، ومنذ إطلاق محاولته لحسم الصراع وتصفية قضية فلسطين في 2017 ينظر إلى المسجد الأقصى باعتباره بوابة هذا الحسم، ويسعى إلى الإحلال الديني فيه بتحويله من مسجد إلى هيكل.
قالت مؤســ ـسة القدس الد9لية إنّ #المسجد_الأقصى شهد اليوم أحد أسوأ الاقتحامات في تاريخه، وإن الاحتــ ـلال يزداد تمسكاً بتبديل هوية #الأقصى باعتبارها بوابة لمعركة الحسم في #فلسطينhttps://t.co/BgRnSJz5rm
— مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) August 13, 2024
وأضافت المؤسسة، في بيان في 13/8/2024، أن الحرب على غزة بشهورها الأحد عشر، شهدت زيادة في تمسك الصهيونية الدينية واليمين الصهيوني عمومًا، بمحاولة حسم مصير الأقصى وطمس هويته، وهو ما يتسق مع استراتيجية الإسرائيلية عمومًا في هذه الحرب بمحاولة تحويلها إلى حرب إبادة شاملة، والتمسك بمحاولة الحسم والدفع نحو فرضها خلال الحرب وهو ما فشل فيه الاحتلال حتى الآن، وقد بات العدوان على الأقصى يمثل مؤشر الحياة والبقاء بالنسبة إلى اليمين الصهيوني، بترديده شعار "شعب إسرائيل حي" في عدوانه على الأقصى وفي مسيرات الأعلام، في تعبير عن عقدة استحالة باتت القدس تشكلها في وعيهم، فما داموا يعتدون عليها فهم أحياء.
وأشارت المؤسسة إلى أنّ النموذج المتجدد الذي تقدمه المقاومة في غزة يفرض على كل قوى الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل عام 1948 وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تنخرط في هذه المعركة وأن تلتحق بها وتوسع جبهتها، فيكون الأقصى بذلك عنوان استنهاض القوى وشحذ الهمم وحشد القوى، فيتبدد الوهم الصهيوني في الحسم.
وختمت المؤسسة بيانها بدعوة الدول العربية والإسلامية إلى إنهاء كل الاتفاقيات ووقف كلّ أشكال التطبيع مع "إسرائيل"، ودعم المقاومة بكل أشكالها، لوقف هذا التغول في العدوان على الأقصى والتغيير المتتالي في الوضع القائم فيه.