شهد أسبوع "الفصح العبري" تصعيدًا في العدوان على الأقصى، كانت "جماعات الهيكل" تحضر له منذ أسابيع، وكثفت محاولاتها لتتمكن من تقديم القربان في الأقصى، وقدمت لهذه الغاية طلبًا إلى الشرطة للسماح لها بذلك، ونشرت إعلانات ترصد مكافآت لحث أنصارها على تقديم القربان في الأقصى، وهي خطوة تتكرر للعام الثالث على التوالي.
واقتحم الأقصى على مدى أسبوع "الفصح العبري" 4345 مستوطنًا، أدوا طقوسًا توراتية في المسجد وعند أبوابه، فيما فشلت محاولات "جماعات الهيكل" تهريب القربان لتقديمه في الأقصى، واستطاع المقتحمون أداء الطقوس التي فرضوها في الأعوام السابقة، من الصلوات العلنية، إلى طقس الانبطاح، واقتحام المسجد بالثياب البيضاء.
قفزة في العدوان
يشير الباحث علي إبراهيم إلى أنّ عدوان "الفصح العبري" هو أول محطات التصعيد الكبرى في العدوان على الأقصى منذ السابع من أكتوبر، ويلفت إلى أنّ الاقتحامات لم تتوقف منذ ذلك التاريخ، باستثناء العشر الأواخر من رمضان وأيام عيد الفطر، وهو ما أجج من حنق التيارات المتطرفة، ودفعها نحو حشد مزيد من المستوطنين للمشاركة في اقتحامات "الفصح".
ويبيّن إبراهيم أنّ حصيلة اقتحامات هذا العام تمثل زيادة بنسبة 26% في مقارنة مع عدد مقتحمي الأقصى خلال أسبوع "الفصح العبري" في عام 2023، والذي شهد اقتحام 3430 مقتحمًا، ما يعني أن "جماعات الهيكل" استطاعت تحقيق قفزة في أعداد المقتحمين، وإلى جانب تسجيل رقم قياسي جديد، فالعدد هذا العام هو الأعلى في أسبوع "الفصح العبري" منذ عام 2016.
ويضيف إبراهيم أنّ عدوان "الفصح" شهد هذا العام تثبيتًا لأداء الطقوس اليهوديّة العلنية، واقتحام المسجد بثياب التوبة البيضاء، ومشاركة حاخامات وأحد أعضاء "الكنيست" في الاقتحامات، ما يعني أن "جماعات الهيكل" استطاعت إعادة تنفيذ كل الاعتداءات التي كانت تجري في الأقصى قبل السابع من أكتوبر، ولا يمكن إغفال أن تكون خطوة مقصودة من مستويات الاحتلال المختلفة، لتجاوز الإنجازات التي حققتها عملية "طوفان الأقصى".
استمرار حصار الأقصى
ضمن الحصار المتصاعد على الأقصى منذ بداية العدوان على غزة وكجزء من سياسة توفير جوّ "مريح" للاقتحامات، عمدت قوات الاحتلال إلى التضييق على الأهالي ومنعهم من الدخول إلى الأقصى، وأبعدت المرابطين من محيط الأقصى وأجبرتهم على مغادرة طريق باب السلسلة.
وبشكل عام، مرت الاقتحامات في ظل غياب حالة التصدي من قبل المرابطين، للوقوق في وجه المقتحمين وعرقلة جولاتهم في الأقصى.
ويقول الباحث إبراهيم إنّ السبب في ذلك مجموعة من الخطوات التي عملت عليها أذرع الاحتلال والمستوى الأمني بشكلٍ خاص، قبل "الفصح"، وشملت استمرار فرض القيود أمام أبواب الأقصى، ومنع الشبان من الدخول إلى المسجد، وهي إجراءات تصاعدت هذه الإجراءات بشكلٍ كبير منذ السابع من أكتوبر، عبر نشر عشرات الحواجز في أزقة البلدة القديمة، والطرق الموصلة إلى المسجد.
يضاف إلى ذلك، وفق إبراهيم، إصدار مئات قرارات الإبعاد قبيل شهر رمضان الماضي وخلاله، لمددٍ تصل إلى 6 أشهر، ما حرم الأقصى من عشرات المرابطين والمصلين، ومحاولة الاحتلال كي وعي الفلسطينيين، من خلال استمرار الاقتحامات، وتراكم أدوات القمع التي يستخدمها، إن عبر الأدوات التكنولوجية الحديثة والمراقبة، أو من خلال استهداف المصلين والمرابطين بالقمع والتنكيل، والاستهداف المتكرر، ما يجعل فاتورة الرباط في الأقصى باهظة جدًا.
ويختم إبراهيم بالقول إنّه في في حال استمرار فراغ المسجد من الوجود الإسلامي أو المواجهة، سفتفتح شهية المنظمات المتطرفة لمزيد من الاعتداءات على أرض الواقع، إذ إنها تسعى لفتح الباب أمام مزيد من المستوطنين لاقتحام الأقصى، عبر تجاوز فتوى الحاخامية الرسمية وتنفيذ طقوس "البقرة الحمراء" لتجاوز شرط الطهارة، ما سينعكس على تحقيق الوجود اليهودي في الأقصى.