تقارير

في يوم الأسير الفلسطيني.. الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال في مواجهة مزيد من أدوات التنكيل

تحل ذكرى يوم الأسير الفلسطيني فيما يحتجز الاحتلال في سجونه 4900 أسير فلسطيني، يعمل على كسر إرادتهم وصمودهم عبر سياسات التنكيل الممنهجة، وعبر تشريع قوانين تحرّض على الأسرى وعائلاتهم، وفرض إجراءات تنكيلية بحقّهم، وهو ما لجأت إليه إدارة سجون الاحتلال هذا العام، بتوجيه من وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، عبر إجراءات من بينها التحكم في كمية المياه التي يستخدمها الأسرى، وتقليص مدة الاستحمام، ووضع أقفال على الحمامات المخصصة للاستحمام في الأقسام الجديدة في سجن "نفحة"، علاوة على تزويد الأسرى بخبز رديء، أو خبز مجمّد، ومضاعفة عمليات الاقتحام والتفتيش بحقهم مع استخدام القنابل الصوتية والكلاب البوليسية خلال عمليات القمع والاقتحامات.

لكن الأسرى خاضوا معركة نضالية ضدّ هذه الإجراءات، كما خاضوا في سنوات سابقة معارك قاسية لانتزاع حقوقهم، واتخذوا سلسلة من الخطوات الرافضة للتنكيل بهم، فأجبروا الاحتلال على التراجع قبل بداية شهر رمضان، الموعد الذي حدّدوه لبدء إضراب مفتوح عن الطعام.

واقع الأسرى بالأرقام

قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز وادي حلوة – القدس) في تقرير صدر عنها السبت 2023/4/15، إنّ المتغير الوحيد القائم هو أنّ سلطات الاحتلال بأجهزتها المختلفة، عملت على تطوير مزيد من أدوات التّنكيل، وتعميق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وتقويض أي حالة نضالية متصاعدة ضده بهدف تقرير مصيره، وحماية حقوقه الإنسانية.

وقالت التقرير إنّ الاحتلال يحتجز في سجونه نحو 4900 أسير وأسيرة، بينهم 160 طفلًا، تقل أعمارهم عن 18 عامًا، إضافة إلى أكثر من 1000 معتقل إداريّ بينهم 6 أطفال، وأسيرتان وهما رغد الفني وروضة أبو عجمية.

ويبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، 23 أسيرًا، أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ 1985، بالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك 11 أسيرًا من المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل اتفاقي أوسلو وحرروا عام 2011 وأعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014.

ويبلغ عدد الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا في سجون الاحتلال قرابة الـ 400 أسير، بالإضافة إلى العشرات من محرري صفقة (وفاء الأحرار) أعيد اعتقالهم عام 2014، وأمضوا أكثر من 20 عامًا على فترتين.

ويبلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكامًا بالسّجن المؤبد 554 أسيرًا، وعدد شهداء الحركة الأسيرة هو 236 شهيدًا منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى اُستشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض أصابتهم في السجون وتفاقمت بسبب سياسة الإهمال الطبي.

أما عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم فهو 12 أسرى شهداء، ويبلغ عدد الأسرى المرضى أكثر من 700 أسير يعانون أمراضًا بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة، منهم 24 أسيرًا ومعتقلًا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، أصعب هذه الحالات اليوم حالة الأسير القائد وليد دقّة المعتقل منذ 37 عامًا، والأسير عاصف الرفاعي.

31 أسيرة في "الدامون"

قال نادي الأسير إنّ الاحتلال يحتجز في سجونه 31 أسيرة فلسطينية، من بينهنّ طفلة وهي نفوذ حمّاد.

وأشار إلى أنّ أقدم الأسيرات في سجون الاحتلال هي الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ عام 2015، وهي محكومة بالسّجن لمدة 15 عامًا.

وصدرت أعلى الأحكام بحقّ الأسيرات شروق دويات وشاتيلا أبو عيادة المحكومتين بالسّجن 16 عامًا، وميسون موسى المحكومة 15 عامًا، وعائشة الأفغاني المحكومة 13 عامًا.

وأصعب الحالات من بين الجريحات هي الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص، التي تعاني تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، ما تسبب بانفجار أسطوانة غاز فيها.

ومن بين الأسيرات الأسيرة عطاف جرادات من جنين، وهي أمّ لثلاثة أسرى وهم (عمر، وغيث، والمنتصر بالله) جرادات.

ظروف قاسية ومعاناة متفاقمة

قال عضو هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية عبد الناصر فروانة، إن يوم الأسير الفلسطيني يأتي هذا العام في ظل ظروف قاسية يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المرضى والنساء منهم، في ظل سياسة الإهمال الطبي، ورفض الاحتلال تقديم العلاج لهم، من بينهم مرضى السرطان والفشل الكلوي، رغم حاجتهم الماسة إلى الرعاية الصحية.

وقال فروانة إنّ الاحتلال اعتقل منذ بداية العام الجاري 2023 فلسطينيًا، بينهم 350 طفلاً و40 امرأة معظمهم من القدس المحتلة.

وقال المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار إن الاحتلال لم يكتفِ سياسات القتل البطيء بحق الأسرى، عبر حرمانهم من العلاج، في انتهاك للقوانين الدولية، بل مازال يحتجز جثامين 12 أسيرًا بعد استشهادهم في السجون، وحرمان 24 أسيراً مصابين بمرض السرطان من العلاج، على الرغم من خطورة وضعهم الصحي، محذرًا من استشهاد عدد منهم، خاصة الأسير وليد دقة المصاب بالسرطان، الذي يقبع في معتقلات الاحتلال منذ 37 عامًا.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى