تقاريرميدان

الاحتلال يستعد لتصعيد العدوان على الأقصى في موسم الأعياد العبرية.. ودعوات للرباط في المسجد

تستعدّ "جماعات المعبد" لتصعيد عدوانها على الأقصى وفرض وقائع جديدة فيه بالتزامن مع موسم الأعياد العبرية الطويل الذي يبدأ في 2023/9/16 مع رأس السنة العبرية ويمتدّ إلى 10/7 ختام أيام أسبوع "العُرش".

ويبدأ موسم الأعياد مع رأس السنة العبرية التي توافق يومي السبت والأحد 16و9/17، والطقوس الأبرز في هي نفخ البوق في الأقصى ومحيطه، إضافة إلى اقتحام المسجد بلباس التوبة الكهنوتي.

وفي "عيد الغفران"، الموافق الإثنين 25 أيلول/سبتمبر، تسعى "جماعات المعبد" إلى محاكاة طقوس "قربان الغفران" في الأقصى، وهو ما تمّ بالفعل من دون أدوات عام 2021.

أما "عيد العُرش" فيمتدّ على مدى أسبوع من السبت 9/30 حتى السبت 2023/10/7، ويحرص المستوطنون فيه على إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها. وفي عام 2022، شهد "عيد العرش" إدخال "القرابين النباتية" إلى الأقصى يومي 10/11 و10/16، حيث قدّم المستوطنون الطقوس المصاحبة للقربان في المنطقة الشرقية من الأقصى.

نشطاء "المعبد" يستعدّون لتصعيد العدوان على الأقصى

وجّهت مجموعة من نشطاء "المعبد"، منهم الحاخام هيلل فايس، وعضو "الكنيست" السابق موشيه فيجلن، رسالة إلى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير تطالبه باستعمال سلطته القانونية لتمكينهم من اقتحام الأقصى يوم السبت 9/16 ونفخ البوق (الشوفار) في المسجد بالتزامن مع بداية السنة العبرية.

وطلب موقّعو الرسالة من بن غفير أن يوجّه الشرطة في الأقصى للسماح باقتحام الأقصى في السبت 9/16، في اليوم الأول من السنة العبرية، لتنفيذ الطقوس التلمودية في هذه المناسبة، وفي مقدمتها النفخ بالبوق، إضافة إلى ممارسة هذا الطقس يوم الأحد 9/17.

وقال الموقّعون إنّهم يطلبون هذا الإذن انطلاقًا من "مبدأ المساواة الدينية لجميع الأديان والشعوب كما ينصّ القانون الإسرائيلي".

كذلك، أعلنت منظمة "بيدينو" عن توفير حافلات للمستوطنين لتشجيعهم على اقتحامات حاشدة للأقصى في موسم الأعياد القادم.

اعتقالات وقرارات بالإبعاد عن الأقصى

يشكّل تقليص الوجود الإسلامي في الأقصى هدفًا حاضرًا لدى الاحتلال على مدى العام، وهو حاضر بشكل أكبر قبيل الأعياد العبرية لتسهيل اقتحامات المستوطنين وتمرير عدوانهم من دون أن يتمكّن المرابطون من عرقلته والتصدي له.

وبالفعل، اعتقلت قوات الاحتلال، منذ بداية أيلول/سبتمبر الجاري، أكثر من 20 مقدسيًا، كإجراءات احترازية تلجأ إليها سلطات الاحتلال قبيل موسم الأعياد، تمهيدًا لتسليم المرابطين أوامر إبعاد عن الأقصى، لتهيئة الأجواء أمام اقتحامات المستوطنين والطقوس المرافقة.

واستدعت سلطات الاحتلال المرابطات المقدسيات خديجة خويص، ونفيسة خويص، وعايدة الصيداوي، وكلاً من سماح محاميد ومنتهى أمارة من الداخل الفلسطيني المحتل، ولاحقت المرابطات المبعدات عن الأقصى في مكان صلاتهنّ في طريق المجاهدين.

وحول سياسة الاحتلال حيال المرابطين والمرابطات، قالت المرابطة سماح محاميد، في حديث لموقع القدس 360، إنّ سياسة الاستدعاء والإبعاد هي سياسة ممنهجة لتفريغ المسجد الأقصى من المرابطين حتى يتم تقسيم الأقصى زمانًا ومكانيًا، حيث بات المستوطنون يؤدون الصلوات والطقوس التوراتية بشكل علني وأمام أعين شرطة الاحتلال، وبحراسة مشددة. لكنّها أكدت أنّ محاولات الاحتلال منع الرباط في الأقصى "لن تزيدنا إلا ثباتًا وإصرارًا على أنّ المسجد الأقصى بكامل مساحته لنا، ولا حقّ فيه لغيرنا".

مخاوف إسرائيلية من عمليّات في الضفة الغربية

تأتي موجة الاعتقالات والإبعاد عن الأقصى في ظلّ قلق إسرائيلي من عمليات فلسطينية ضدّ الاحتلال ومستوطنيه، وقد حذّرت دوائر أمنية إسرائيلية من تنفيذ عمليات فلسطينية جديدة في الفترة القريبة المقبلة، وذلك مع اقتراب الأعياد اليهودية التي تبدأ منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصادر أمنية قولها إنّ الفصائل الفلسطينية ما زالت مندفعة نحو تنفيذ مزيد من العمليات في الضفة الغربية والداخل، وأكدت أن التصعيد بالضفة ليس قريبًا من نهايته.

ووفقًا لمعطيات الأمن الإسرائيلي فقد تم تنفيذ 190 عملية منذ بداية العام سواء بالطعن أو الدهس أو إطلاق النار، مقارنة بـ180 عملية على مدى عام 2022.

كما يضاف إلى ذلك إحباط أكثر من 500 عملية على يد الشاباك وجيش الاحتلال منذ بداية العام، مقارنة مع إحباط 472 عملية في العام الماضي بأكمله، حسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة: "يتوفر لدى الأمن الإسرائيلي حوالي 200 إنذار بتنفيذ عمليات خلال الأعياد اليهودية القريبة".

دعوات لشدّ الرحال إلى الأقصى

دعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إلى شد الرباط ومواصلة شد الرحال للمسجد لإحباط مخططات الاحتلال والمستوطنين في الأعياد اليهودية القادمة.

وشدّد الشيخ صبري في تصريحات صحفية، السبت 9/9، على ضرورة شد الرحال للأقصى والدفاع عنه في كلّ الأوقات، لا سيما في "أعياد اليهود" التي تصادف بعد أيام.

وقالت مؤسسة القدس الدولية إنّ الاحتلال سعى في السنوات القليلة الماضية إلى تكريس موسم الأعياد العبرية ليكون نقلة نوعية في الاعتداءات على الأقصى، ودعت الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية إلى الردّ على ذلك بإطلاق "موسم الدفاع عن الأقصى بالرباط والاعتكاف"، ودعت المقدسيين وفلسطينيّي الداخل المحتل والضفة إلى تكثيف الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى بالتزامن مع الأعياد العبرية.

كذلك، حثّت المؤسسة الفلسطينيين على استنزاف الاحتلال أمنيًّا، واستهداف جنوده ومستوطنيه ومصالحه، فإن الرادع الوحيد للاحتلال هو الرادع الجماهيري الذي يكلف الاحتلال أثمانًا أمنية واقتصادية باهظة.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى