تقاريرميدان

تصاعد إرهاب المستوطنين في الضفة.. ومواقف محذّرة

تشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعد اعتداءات المستوطنين وإرهابهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم. وهاجم عشرات المستوطنين قرية أم صفا شمالي غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، وأحرقوا 10 منازل و7 مركبات فلسطينية.

وهاجم مئات المستوطنين قرية عوريف، سبقه هجمات للمستوطنين على ترمسعيا، شمالي شرق رام الله، ما أسفر عن استشهاد شاب وإصابة 12 آخرين بالرصاص الحي، إضافة لإحراق عدد من المنازل والمركبات.

 ووثق مقطع فيديو اعتداء مستوطنين على مسجد في قرية عوريف جنوب نابلس.

تفاقم إرهاب المستوطنين دفع أجهزة الأمن في دولة الاحتلال إلى إصدار بيان مشترك السبت 6/24، عدّت فيه اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة "إرهابًا قوميًا"، وقالت إنّها ملزمة بإنهائها.

وأصدر البيان رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام الداخلي (الشاباك)، رونين بار، ومفتش عام الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي.

وقالت أجهزة الأمن الإسرائيلية إن "أحداث العنف هذه تؤدي إلى تصاعد (الإرهاب) الفلسطيني، وتلحق الضرر بإسرائيل والشرعية الدولية للأجهزة الأمنية، ويصرف قوات الأمن عن مهمتها الأساسية ضده".

وأضافت أنها "ملزمة بمواصلة العمل بحزم وبكل الوسائل المتاحة، من أجل الحفاظ على الأمن والقانون في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)".

وأشار البيان المشترك إلى أن "الجيش الإسرائيلي سيعزز من قواته من أجل منع هذه الاعتداءات، فيما سينفذ الشاباك اعتقالات واسعة؛ من ضمنها اعتقالات إدارية ضد مثيري الشغب الذين ينفذون اعتداءات عنيفة ومتطرفة في القرى الفلسطينية".

ويأتي هذا البيان في محاولة لذرّ الرماد في العيون، في الوقت الذي تمارس الأجهزة الرسمية إرهابًا متماديًا بحقّ الفلسطينيين، وتوفر الحماية للمستوطنين في أثناء تنفيذ اعتداءاتهم في الضفة المحتلة.

وكان تقرير نشرته منظمة "يش دين" الإسرائيلية أكّد تجاهل شرطة الاحتلال الغالبية العظمى من اعتداءات المستوطنين التي تستهدف الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة.

وبيّن التقرير أنّ 93% من ملفات التحقيق ضد المستوطنين انتهت من دون تقديم لوائح اتهام وبتسجيل الاعتداء ضد مجهول.

ووفق التقرير، فقد جرى تسجيل 1597 اعتداء من المستوطنين منذ عام 2005 حتى نهاية عام 2022، فتحت سلطات الاحتلال تحقيقًا في 7% منها، ولم تقدّم لوائح اتهام إلا في 107 ملفات، بينما تم إغلاق 81% من الملفات، حيث تدلل المعطيات على تجاهل الشرطة لشكاوى الفلسطينيين في الوقت الذي تفتح فيه تحقيقاً وتقدم لوائح اتهام بحق غالبية الفلسطينيين المقدمة بحقهم شكاوى من المستوطنين.

كما أظهر التقرير أن 3% فقط من لوائح الاتهام المقدمة انتهت بإدانة المستوطنين.

الاتحاد الأوروبي: قلقون إزاء عنف المستوطنين بالأراضي الفلسطينية

أعرب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية جوزيب بوريل، عن قلق الاتحاد إزاء التصعيد الأخير للعنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي أدى إلى وقوع أعداد مروعة من الضحايا.

ودان بوريل في بيان، هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مطالبًا دولة الاحتلال. "إسرائيل" بضمان حماية المدنيين في الأراضي المحتلة.

وحث بوريل "جميع الأطراف على اتخاذ خطوات فورية لإنهاء دورة العنف المميتة، ووقف الإجراءات الأحادية التي تغذي التوترات، ومنع مزيد من الخسائر في الأرواح، وضمان المساءلة، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة، والانخراط في الجهود المبذولة للتوصل إلى حلّ سلمي".

أعضاء كونجرس يطالبون بوقف اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين

طالب أعضاء في الكونغرس الأميركي عن الحزب الديمقراطي، بوضع حد لاعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين العزل، بحماية جيش الاحتلال.

ودعا عضو الكونغرس الأميركي أندريه كارسون إلى تحقيق العدالة للفلسطينيين، بمن فيهم حاملو الجنسية الأميركية، الذين تتعرض حياتهم وممتلكاتهم للخطر على أيدي المستوطنين المسلحين بحماية جيش الاحتلال.

وشدد كارسون في تغريدة نشرها على "تويتر"، على ضرورة العمل على إنهاء عنف المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني.

وقالت عضو الكونغرس رشيدة طليب في تغريدة لها: إن "الصمت والتعبير عن القلق من دون عمل في وقت تكثّف فيه حكومة الفصل العنصري الإسرائيلية المتطرفة حملة العنف والإرهاب والموت، هو أمر مخزٍ".

وأضافت أن "بلدنا يمول هذه الحكومة العنيفة والعنصرية بنحو 4 مليار دولار، وحان الوقت أن ينتهي هذا".

أما عضو الكونغرس تشوي غارسيا فقال في تغريدة له: "تلقيت تقارير تفيد بأنّ ناخبين وأصدقاء وعائلاتهم ممن هم في زيارة إلى أحبابهم في فلسطين، قد تعرّضوا لتهديدات عنيفة من المستوطنين الإسرائيليين خلال الهجمات الأخيرة على قرى في الضفة الغربية المحتلة".

وأضاف "نعمل أنا وزملائي في الكونجرس مع السلطات لوقف هجمات المستوطنين الحالية".

وتابع غارسيا: "نعلم أن الفلسطينيين سيستمون في مواجهة التهديدات لمنازلهم وسبل عيشهم وسلامتهم"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في التسامح مع العنف المنهجي ضد الفلسطينيين.

أمريكا تطالب دولة الاحتلال بمحاكمة المستوطنين "مثيري الشغب" في القرى الفلسطينية

أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأحد 6/25، اتصالاً هاتفيًا مع نظيره في دولة الاحتلال تساحي هنغبي، دعا فيه إلى محاكمة "مثيري الشغب والإرهاب" في القرى الفلسطينية.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن سوليفان قد "أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الإسرائيلي هنغبي، وتوقع منه أن تقوم إسرائيل بمحاكمة المستوطنين مثيري الشغب".

ومن جانبه، أفاد تساحي هنغبي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أدان أعمال "الإرهاب والشغب" من قبل المستوطنين في الداخل الفلسطيني، وأن "تل أبيب" بصدد تحديد المسؤولين عن انتهاك القانون وتقديمهم للعدالة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن "سوليفان أجرى، أكثر من مرة، اتصالاً هاتفيًا بنظيره الإسرائيلي، تساحي هنغبي، طالبه فيها باتخاذ المزيد من الخطوات لاستعادة الهدوء بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني في أعقاب زيادة العنف في الآونة الأخيرة".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى