تقاريرميدان

من بينها تكريس حصار المسجد.. ثلاثة مسارات للعدوان على الأقصى منذ السابع من أكتوبر

صعّد الاحتلال وتيرة عدوانه على الأقصى منذ السابع من أكتوبر، حيث شدد الحصار الذي كان بدأه في موسم الأعياد العبرية الطويل في أيلول 2023، وعمد إلى تقييد وصول المقدسيين إلى المسجد، فيما منع أهالي الضفة الغربية من الدخول إلى القدس والوصول إلى الأقصى. وأدّى هذا الأمر إلى تراجع أعداد المصلين في الأقصى، حتى اقتصر عددهم في بعض أيام الجمعة على 3500 مصلّ.

وقد رصد تقرير عين على الأقصى الثامن عشر الصادر عن مؤسسة القدس الدولية ثلاثة مسارات رئيسة للعدوان على الأقصى منذ بداية العدوان على غزة تتجلى في المضي بمسار التأسيس المعنوي للهيكل، ومحاولات تكريس حصار الأقصى وتأبيده، وتكريس تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا.

مسار التأسيس المعنوي للهيكل

الأول المتعلق بالتأسيس المعنوي للهيكل عبر فرض الطقوس التوراتية كان نفخ البوق في المسجد الأقصى المبارك للعام الثالث على التوالي عنواناً لعدوان موسم الأعياد الطويل الذي سبق انطلاق معركة طوفان الأقصى الحدث الأبرز خلال فترة الرصد، وتزامن معه إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى علناً للعام الثاني على التوالي، ومواصلة مسار محاولات إدخال أدوات الطقوس التوراتية إلى الأقصى وصولاً إلى فرض ذلك بالفعل في الذكرى العبرية لاحتلال القدس في ذروة الحرب، وقد أسهم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير في محاولة إضفاء الشرعية على أداء اليهود للطقوس التوراتية في الأقصى عبر أدائها بنفسه ثلاث مرات، وعبر تصريحه العلني ثلاث مرات بأن صلاة اليهود في الأقصى باتت مسموحة.

حصار الأقصى ومحاولة تأبيده

يرى التقرير أنّ قوات الاحتلال كانت قد استبقت موسم الأعياد الطويل في أيلول 2023 بفرض حصار استثنائي على الأقصى منعت فيه دخول الشباب والرجال تمامًا من بعد صلاة المغرب من اليوم السابق للاقتحام، وفرضت طوقًا شاملاً منذ الفجر شمل النساء والأطفال حتى صلاة العصر، بحيث كانت الصلوات تقام في الجامع القبلي بصف أو صفين من المصلين فقط، وقد حاولت أن تستغل الحرب والإجراءات القمعية الوحشية التي فرضتها من بعد السابع من أكتوبر لتحول هذا الحصار إلى واقع دائم.

مسار تكريس التقسيم الزماني والمكاني

وفق التقرير، عملت شرطة الاحتلال على توسيع أوقات الاقتحام، وعلى تأمين الانفراد التام للمقتحمين بالساحة الشرقية للمسجد الأقصى بحيث باتت أقرب إلى كنيس غير معلن في الأقصى تقام فيه الطقوس التوراتية في كل الاقتحامات، وحاولت "جماعات الهيكل" تحويل هذا الأمر الواقع المفروض إلى واقع تشريعي منصوص عليه من خلال تقديم عضو "الكنيست" من حزب "الليكود" عميت هاليفي لمسودة قانون لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا بين المسلمين واليهود، تتضمن تخصص محيط المصلى القبلي فقط للمسلمين، في حين تكون قبّة الصخرة المشرفة حتى الحد الشمالي من المسجد لليهود.

ويشير التقرير إلى أن مصلى باب الرحمة، في الجزء الشرقي من المسجد، لم يكن بمعزل عمّا يحدث في الساحات من اعتداءات، وناله منها الكثير ، إذ اقتحمته الشرطة والمخابرات الإسرائيلية مرارًا، وأخرجت حراس الأوقاف الإسلامية منه واستفردت به، واعتقلت عددًا من الشبان من داخله، وذلك بعد التقدم إلى محكمة الاحتلال بطلب أمر إغلاق المصلى بزعم أنه "مكاتب تستخدم مقرًّا لأنشطة تخريبية وتحريضية".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى