تقاريرميدان

ما وراء إصرار الاحتلال على إغلاق المسجد الأقصى؟

أعاد الاحتلال صباح الأحد 2025/6/22 إغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل بعد الاعتداء الأمريكي على إيران. وكانت قوات الاحتلال فتحت الأقصى بشكل جزئي يوم 2025/6/18 وحددت العدد الأقصى للمصلين بـ500، بعد إغلاقه 6 أيام بدأت الجمعة 2025/6/13 بعد الاعتداء الإسرائيلي على إيران.

وقال الباحث في شؤون القدس علي إبراهيم إن الاحتلال يسعى إلى فرض واقع جديد على الأقصى، عبر إحداث تغييرات متسارعة على أرض الواقع في المسجد، وما يتصل بهذه التغييرات من فرض نفسه المتحكم الكامل بالمسجد وأبوابه. وتقدم حالة الإغلاق الأخيرة فرصة كبيرة للمضي قدمًا في إطارٍ مركزيّ؛ عنوانه أن الوصول إلى الأقصى رهنٌ لإذن الاحتلال فقط، وأن دخول الفلسطينيين للمسجد لا يُمكن أن يتم من دون هذا الإذن.

وأضاف إبراهيم، في مقال تابعه موقع القدس 360، أنّ الاحتلال يهدف كذلك إلى التضييق على الحضور الإسلامي في الأقصى خاصة والقدس بشكلٍ عام، فالمسجد الأقصى يعدّ الركيزة الأساسية لهوية المقدسيين في المدينة المحتلة، ويشكل استهدافه اعتداء على هوية المدينة وحرية سكانها، وما يتصل بذلك من استهداف لقدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مقدساتهم في المدينة المحتلة.

كما أشار  إبراهيم إلى محاولات التساوق مع أطروحات المنظمات المتطرفة، والتي كانت تُشير في محطاتٍ كثيرة إلى أن إغلاق الأقصى في وجه الاقتحامات، وخاصة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وخلال الأعياد الإسلامية، بأنها استجابة لضغوط المقاومة، وتفريط بالحقوق المدعاة للمستوطنين في الأقصى، ما يجعل هذا الإغلاق الحالي تطبيقا مباشرا للتعامل النديّ وما تطلق عليه أذرع الاحتلال "المساواة" في الأقصى، ما يعني أن الإغلاق يشمل الجميع ولا يستهدف المستوطنين فقط.

علاوة على ذلك، فإن الاحتلال يستغل أي ظروفٍ ومستجدات للمضي قدمًا في استهداف الأقصى، من العمليات الفردية في القدس القديمة، إلى عملية طوفان الأقصى، وصولاً إلى عدوانه على إيران، ما يجعل الأقصى أشبه ما يكون بالإطار الذي ينفس الاحتلال خلاله عن غضبه تجاه أي تطورٍ واستهداف، وفق إبراهيم.

كذلك، فإن الاحتلال يهدف إلى إفراغ الأقصى من مكوناته البشرية، وما يتصل بهذا الإفراغ القسريّ، من استمراء العدوان على الأقصى على الصعيد المحلي في الأراضي المحتلة، أو على عموم العرب والمسلمين.

وحذر إبراهيم من أن غياب أي ردة فعل تجاه هذه القرارات، ومحاولة ثني الاحتلال عنها، إن من خلال المستويات الرسمية عبر الجهة الوصية على المقدسات، أو من خلال الإرادة الشعبية، والتعامل مع ما يقوم به الاحتلال على أنه "أمرٌ مؤقت"، سيفتح الباب أمام مزيد من القيود والإجراءات الاستفزازية في قادم الأيام، ومن غير المستبعد أن يتذرع الاحتلال بإغلاق الأقصى أمام المصلين بالتزامن مع الأعياد اليهوديّة القادمة، أو مع أي مناسباتٍ أخرى تراها أذرعه المتطرفة. وفي ظل الغياب التام لأي محاولات لمواجهة قرار الاحتلال، فإن الأخير سيمضي قدمًا في فرض إجراءاته، وسيسعى إلى تحقيق المزيد من التحكم والسيطرة، من دون أي يلتفت لكلف هذه الخطوات سياسيًا وميدانيًا، وهو ما سيعزز لدى أذرعه المتطرفة حالة الغرور، وستندفع لتحقيق مزيد من التدنيس والعدوان على الأقصى في قادم الأيام.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى