تقاريرميدان

ما أبرز تطورات العدوان على المسجد الأقصى في آب؟

اقتحم المسجد الأقصى في آب المنصرم 8633 من بينهم 3969 في "ذكرى خراب الهيكل" التي شهدت أداء الطقوس التوراتية في باحات المسجد الأقصى، وفي المنطقة الشرقية قرب باب الرحمة، علاوة على طقوس السجود الملحمي والصراخ بالصلوات التوراتية مع التصفيق على أغنية "سيُبنى الهيكل".

وقاد عدوان "ذكرى خراب الهيكل" وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، وزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، إلى جانب عضوي "الكنيست "عميت هاليفي وأوشر شيكليم وشارن هسكل.

وفي مطلع شهر أيلول العبري، اقتحم الأقصى 1041 مستوطنًا على مدى يومين، وأدوا أغاني وصلوات وطقوسًا توراتية في المسجد، ومن بين المقتحمين مستوطن ارتدى لفائف "التيفلن"، كما عمد حاخام إلى نفخ البوق في أثناء اقتحام المسجد الأقصى.

كما نظمت "جماعات الهيكل" حفلاً لفرقة أسمتها "جوقة حرس اللاويين" للمناسبة، وانطلقت الفرقة من ساحة البراق وتجولت حول كل أبواب المسجد الأقصى المفتوحة في الرواق الغربي ثم الشمالي وصولاً إلى باب الأسباط لتقيم مقابله حفلاً في ساحة الغزالي، بما تزامن مع صلاتي المغرب والعشاء. وترافق مع تنظيم هذه المسيرة إغلاق باب القطانين أمام المصلين، وانتشار مكثف لشرطة الاحتلال في ساحات الأقصى ونشر الحواجز ومنع حركة المقدسيين في طريق الواد وفي محيط باب المغاربة.

ويعد مطلع الشهر العبري مناسبة هامشية حولتها "جماعات الهيكل" إلى مناسبة شهرية لتصعيد العدوان على المسجد الأقصى. وتعمل "جماعات الهيكل" على تكريس ممارسى الطقوس التوراتية فيه، حيث يحمل نفخ البوق في الأفصى دلالة سياسية مفادها إعلان السيادة الإسرائيلية في مكان النفخ، ولذلك نفخ حاخام جيش الاحتلال بالبوق في سيناء عند احتلالها لأول مرة في 1956 وفي المسجد الأقصى عند احتلاله في 1967، كما أن الصهيونية الدينية تنظر له باعتباره إعلانًا لبدء زمانٍ جديد، وتقصد بتكرار نفخه في المسجد الأقصى إعلان بدء "زمان الهيكل"، ونهاية زمان المسجد الأقصى وفق تصورها الأسطوري.

ويعد عدوان مطلع الشهر العبري إعلان تحضير لعدوان عاتٍ قادمٍ على المسجد الأقصى ما بين 9/23 و2025/10/14، حيث تتحضر "منظمات الهيكل" وشرطة الاحتلال لعدوان واسع في موسم الأعياد الأطول والـأعتى، يمضي بعيدًا في تهويد الأقصى.

رفع علم إسرائيلي في الخلوة الجنبلاطية

رُصد تعليق شرطة الاحتلال لعلمٍ صهيوني كبير يظهر بوضوح من الخارج وذلك في مقرها المغتصب في الخلوة الجنبلاطية في صحن الصخرة، لتصبح هي من تستعرض الهيمنة الإسرائيلية الدائمة على المسجد الأقصى، بعدما كانت هي من تمنع رفع الأعلام الإسرائيلية فيه خوفًا مما يمكن أن تسببه من تداعيات ورد فعل.

وكانت شرطة الاحتلال اغتصبت الخلوة الجنبلاطية في عام 1982، عقب جريمة مجزرة قبة الصخرة التي ارتكبها الجندي في جيش الاحتلال آلان جودمان وأدت إلى استشهاد اثنين من الفلسطينيين وجرح العشرات، وحولتها إلى مركز دائم لشرطة الاحتلال، وقد سبق للمرابطين إحراق هذا المركز مرتين في 2014 و2019.

الحكم بالتعويض لمصلحة مستوطن أدخل "التيفلين" إلى الأقصى

حكمت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس بتعويض ماليّ للمستوطن ميخائيل فوا، وذلك بسبب منعه من دخول المسجد الأقصى من قِبل شرطة الاحتلال.

وفوا هو أول من ارتدى لفائف "التيفلين" في المسجد الأقصى، وذلك في 2024/6/5، في الذكرى العبرية لاحتلال شرق القدس.

وبعد ارتداء التيفلين في المسجد الأقصى بشكل متكرر وجماعي خلال الأشهر الماضية، رفع فوا قضية أمام المحكمة يطالب تعويضًا بسبب منعه اقتحام الأقصى وأداء الطقوس داخله. حيث رأت المحكمة أن المنع جاء من دون مبرر واضح، وحكمت نهائيًا أن ما حدث يشكّل انتهاك لحرية العبادة.

الإعلان عن جولات صلوات جماعية في الأقصى في أيلول

أعلنت إحدى "جماعات الهيكل" عن برنامج غير مسبوق سيُنفذ داخل المسجد الأقصى، وهو عبارة عن جولات صلوات جماعية تدعى "سليخوت". وجولات "سيلخوت" تعني سلسلة صلوات خاصة تُتلى طلبًا للمغفرة والتوبة قبيل رأس السنة العبرية ويوم الغفران، وكانت سابقًا تُتلى في حائط البراق المحتل، لكنها ستُتلى رسميًا في المسجد الأقصى، وستتضمنها نصوص شعرية وصلوات، وآيات من التوراة والمزامير.

وستنفذ الجولات في المسجد الأقصى في 7 و17 أيلول، فيما ستُنفذ جولة أخرى حول أبواب المسجد في 14 أيلول، وستُحيا خلالها ذكرى جندي قُتل في لبنان.

الكشف عن نفق وحفريات جديدة داخل ساحة البراق غربي الأقصى

كشّف الشهر المنصرم عن نفق جديد وحفريات تُجريها سلطات الاحتلال داخل ساحة البراق غربي المسجد الأقصى.

ووفق الباحث فخري أبو دياب فإن عمالًا من "سلطة الآثار" الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس شرعوا مؤخرًا في شق نفق جديد وإجراء حفريات في المنطقة الغربية للأقصى.

ويبدأ النفق الجديد من داخل ساحة البراق بالقرب من باب المغاربة، ويخترق حارتي المغاربة والشرف أسفل سور البلدة القديمة، وصولًا إلى باب الخليل، أهم أبواب البلدة القديمة.

ويمتد طول النفق ما بين 500 و550 مترًا، وعرضه من 9 إلى 15 مترًا، وعلى ارتفاع عدة أمتار، ويتضمن مراكز سياحية ومتاحف ومسارات تلمودية، لترويج الروايات الإسرائيلية المزورة ومسح أدمغة الزوار الأجانب في ما يتعلق بمدينة القدس وتاريخها الحقيقي.

ومع استمرار شق النفق الجديد والحفريات في المنطقة الغربية للأقصى، تظهر تصدعات وتشققات في حجارة وأبنية المسجد فوق الأرض، ما يؤثر في أساسات المسجد.

ويتخلل الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال استخراج أحجار وصخور وأتربة أثرية من المنطقة التي تضم مئات الآثار العربية والإسلامية التي تعود للفترات الرومانية والبيزنطية والكنعانية.

ويمر جزء من هذا النفق أسفل العقارات والمباني في حي باب السلسلة المؤدي مباشرة للأقصى، والتي قرر وزير "القدس والتراث" في حكومة الاحتلال المستقيل مئير بروش، الاستيلاء عليها مؤخرًا.

ويعمل الاحتلال على طمس تلك المعالم والآثار الإسلامية وتجييرها، لأجل ربطها بالرواية التلمودية والتوراتية، ولإثبات أحقية وجود اليهود في المدينة المقدسة. وفق أبو دياب.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى