اقتحم الأقصى في شهر تموز المنصرم أكثر من 5000 مستوطن بحماية قوات الاحتلال، وترافقت الاقتحامات مع أداء صلوات وطقوس توراتية في المسجد، علاوة على الرقص والغناء، لا سيما بعد الإعلان عن سماح وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير بالرقص والغناء في الأقصى في حزيران 2025.
وبدأت "جماعات الهيكل" استعدادتها لتصعيد العدوان على الأقصى في "ذكرى خراب الهيكل" التي توافق يوم الأحد 2025/8/3.
اقتحامات وأغانٍ وطقوس توراتية
اقتحم الأقصى في تموز 5111 مستوطنًا (وفق توثيق القدس البوصلة)، وتصاحبت الاقتحامات مع أداء الطقوس التوراتية، ولا سيما طقس الانبطاح في الجهة الشرقية من المسجد، وصلاة "بركة الكهنة" وصلاة "الشماع"، كما كان من بين المقتحمين مستوطنون احتفلوا بزواجهم، وآخرون احتفلوا ببلوغ أبنائهم.
وفي 7/13، اقتحم الأقصى 512 مستوطنًا لمناسبة "صيام 17 تموز العبري"، وأمعن المستوطنون في عدوانهم على الأقصى، حيث أدوا السجود الملحمي، والغناء والصلاة بصوت عالٍ وجماعي، في المنطقة الشرقية، والبائكة الغربية، والمدخل الشمالي لصحن قبة الصخرة.
واقتحم مستوطن المسجد الأقصى بقميص عليه شعار حركة "كاخ" الإرهابية، التي نفذ أحد أعضائها مذبحة المسجد الإبراهيمي بالخليل عام 1994. ويدعو أنصار هذه الحركة إلى تدمير الأقصى وبناء "الهيكل" مكانه.
كما أدت فرقة موسيقية صهيونية مقطعًا من أغنية قومية دينية داخل المسجد الأقصى قرب باب الرحمة، في 7/29، عنوانها "إن نسيتك يا أورشليم"، وهي أغنية مقتبسة من "سفر المزامير"، وفيها حنينٌ صريح إلى القدس و"الهيكل".
ووثقت صور ومقاطع نشرها ناشطون من "جماعات الهيكل" مشاركة عناصر من قوات الاحتلال بأداء الصلوات والطقوس التوراتية رفقة المقتحمين.
وقفة احتجاجية ومؤتمر
نظمت "جماعات الهيكل"، في 7/13، وقفة احتجاجية أمام باب المغاربة غرب المسجد الأقصى، احتجاجًا على ما وصفته بالتمييز ضدهم أثناء اقتحام الأقصى، وذلك ضمن مساعيهم لتكريس الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، وصولاً إلى بناء "الهيكل".
وأعلنت جهات متطرفة أبرزها "يشيفات هَكوْتِل"، بالتعاون مع بلدية الاحتلال في القدس، عن عقد مؤتمر ديني بعنوان "نزداد خشية"، يعقد قرب حائط البراق غرب المسجد الأقصى، في بداية آب. ويشارك في المؤتمر كبار الحاخامات المعروفين بمواقفهم الداعية إلى السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى.
وهدف المؤتمر تقديم المسجد الأقصى كموقع عبادة يهودي مقدّس، والتشجيع على أداء الصلوات اليهودية في المسجد باعتباره "جبل الهيكل".
تحضيرات لتصعيد العدوان على الأقصى في "ذكرى خراب الهيكل"
بدأت "جماعات الهيكل" استعدادتها لتصعيد العدوان على الأقصى في "ذكرى خراب الهيكل" التي توافق الأحد 2025/8/3.
وتسعى "جماعات الهيكل" في كل عام إلى كسر الرقم القياسي للمقتحمين في هذه المناسبة، وتحاول تكريسها كمناسبة عهد وتأكيد على إقامة "الهيكل" عبر حشد أكبر رقمٍ من المقتحمين، حيث كان آخر رقم قياسي فرضته في المناسبة ذاتها في 2024/8/13 وبلغ قرابة 3000 مقتحم.
وأطلقت منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" دعوتها التحريضية برسم لـ "الهيكل" وقد أقيم مكان المسجد الأقصى بكامل مساحته، ومن حوله رسم لجنود الاحتلال مع عبارة تقول "النصر الكامل في جبل الهيكل لم يتحقق".
كما نشرت إعلانًا يروّج لجولة افتراضية ثلاثية الأبعاد في المسجد الأقصى، بعنوان "بمناسبة صيام التاسع من آب، تعالوا لتشعروا بجبل الهيكل من منازلكم".
وعقدت "جماعات الهيكل" مؤتمر "الحنين إلى الهيكل وجبل الهيكل" للحشد والتحضير لاقتحام واسع للمسجد الأقصى، شارك فيه مئات الحاخامات والناشطين من "جماعات الهيكل".
وقد عقد هذا المؤتمر برعاية بلدية الاحتلال في القدس وبمشاركة نائب رئيسها عراب الاستيطان آرييه كينغ، وعقد في "قاعة سليمان" في الكنيس المركزي الواقع في الشطر الغربي لمدينة القدس، وقدمه الحاخام إليشع وولفسون حاخام "مدرسة جبل الهيكل" التوراتية التي تتخذ من المسجد الأقصى مقرًا لها، وشارك فيه الحاخام يهودا كرويزر حاخام مستوطنة "ميسبيه يريحو" الواقعة جنوب غرب أريحا، والذي يرعى أداء محاكاة طقوس القربان ومحاكاة وتحضير طقوس التطهر بالبقرة الحمراء على الأراضي التي تغتصبها مستوطنته.