استغلت "جماعات الهيكل" "عيد الفصح" العبري لتصعيد عدوانها على الأقصى الشهر المنصرم، وتجاوز عدد المشاركين في الاقتحامات 10,000 مستوطن، من بينهم أكثر من 6800 مستوطن شاركوا في اقتحامات "الفصح" العبري.
وبدأت "جماعات الهيكل" استعدادتها لتصعيد جديد في العدوان على الأقصى في أيار 2025 مستغلة الذكرى العبرية لإقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين، واحتلال الشطر الشرقي من القدس.
أكثر من 10 آلاف مستوطن يقتحمون الأقصى
قاد وزير الأمن في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى، في 2025/4/2، عندما أعادت قوات الاحتلال فتح باب المغاربة لاستئناف الاقتحامات التي توقفت في 2025/3/20، بالتزامن مع بداية العشر الأواخر من رمضان حتى آخر أيام عيد الفطر.
وشارك في الاقتحامات الشهر الماضي 10,090 مستوطنًا (وفق توثيق القدس البوصلة).
وشهد أسبوع الفصح العبري تصعيدًا بارزًا في العدوان على الأقصى حيث سجل أعلى عدد من المقتحمين في يوم واحد، هو خامس أيام "العيد" الذي امتد من غروب شمس السبت 2025/4/12 حتى غروب يوم السبت 4/19، تخللته خمسة أيام من الاقتحامات المركزية للأقصى.
واقتحم الأقصى في "الفصح العبري" 6866 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، مقارنة بـ4345 مستوطنًا عام 2024، و3430 في عام 2023.
ومهدت قوات الاحتلال لعدوان الفصح بتشديد الحصار على أبواب الأقصى، ومداخل الطرقات المؤدية إليها، حيث وضعت في مدخل كل طريق حاجزين معدنيين تفصل بينهما مسافة تسمح بمرور شخص واحد. فقط.
وأدى مقتحمون طقوس "بركات الكهنة" في الجهة الشرقية من الأقصى، وهي طقوس ترافق في العادة تقديم القرابين. وشارك في الاقتحامات عضو "الكنيست" عن حزب "الليكود" عميت هاليفي بصحبة الحاخام شمشون إلباوم، رئيس "اتحاد منظمات الهيكل". كما اقتحم المسجد عضو "الكنيست" تزفي سوكوت وأدى طقس "السجود الملحمي" في الساحة الشرقية في الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال وحرسه الخاص.
وطاف المتطرفون بحلقات الطقوس الصاخبة على مختلف أبواب المسجد من باب السلسلة غربًا إلى باب الملك فيصل وباب حطة وباب الأسباط شمالاً، فيما بقي باب القطانين مغلقًا أمام المسلمين طوال فترات الاقتحام على مدى أيام عدوان الفصح.
ونشر أرنون سيجال، الناشط المتطرف في "جماعات الهيكل"، في 2025/4/7 صورة متخيلة للمذبح التوراتي الأسطوي في مكان قبة السلسلة، مع تخيل لإقامة طقوس تقديم القربان الحيواني فيه.
وتظهر الصورة المذبح الحجري الأسطوري وكأنه قد بُني في مكان قبة السلسلة إلى الشرق من قبة الصخرة، وقد أحاط به عدد من "كهنة الهيكل" وهي طبقة كانت تقود الصلوات في الهيكل المزعوم بحسب الأسطورة التوراتية، وقد أشعلوا النار التي يقدم إليها القربان بحسب تلك الأسطورة، ويظهر في الصورة خروف صغير استعدادًا لتقديمه قربانًا.
ونشر نشطاء من "جماعات الهيكل" صورة متخيلة للوزير بن غفير وهو يحمل القربان الحيواني داخل "الهيكل" في مكان الأقصى. كما أطلقت هذه الجماعات حملة لتهريب القربان الحيواني إلى المسجد الأقصى في محاولة لبناء الزخم وتجييش جمهورها قبل بداية أسبوع الفصح.
التحضير لتصعيد العدوان على الأقصى في أيار
يتوافق اليوم الأول من أيار مع الذكرى العبرية لإقامة دولة الاحتلال على أرض فلسطين، التي يسميها الاحتلال "عيد الاستقلال".
وقد أعلنت "جماعات الهيكل" عن نيتها رفع علم الاحتلال في الأقصى في هذه المناسبة، وقالت في منشورات لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "نرفع علم إسرائيل في جبل الهيكل".
وعلّقت هذه الجماعات لافتة ضخمة في شارع أيالون في "تل أبيب"، كما فعلت العام الماضي، تدعو جمهور المستوطنين للمشاركة في اقتحام الأقصى ورفع العلم الإسرائيلي فيه في هذه المناسبة.
كذلك، أطلقت "منظمات الهيكل" عريضة لجمع التواقيع، تحمل مطالبها إلى وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير للاحتفال بالذكرى العبرية لاحتلال شرق القدس التي توافق 2025/5/26، وتتضمن المطالب السماح بالاقتحامات على مدى ساعات العيد، وفتح باب المغاربة من مساء الأحد 2025/5/25 إلى مساء الإثنين 2025/5/26.
ومن المطالب كذلك السماح بـ "حرية العبادة"، وهو ما يعني فتح المجال أمام المستوطنين لأداء كل الطقوس التوراتية في المسجد، إضافة إلى السماح بإدخال "الأدوات المقدسة" إلى المسجد الأقصى، التي تستخدم في مثل هذه الطقوس، ومن بينها شال طاليت، وتميمة التيفلين، ولفائف التوراة.