اقتحم الأقصى في أيلول المنصرم أكثر من 5000 مستوطن، شاركوا في أداء طقوس توراتية والغناء والرقص في ساحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال.

وشهد رأس السنة العبرية تصعيدًا في العدوان على المسجد، لا سيما عبر نفخ البوق واقتحامه بالثياب البيضاء، ويشكل رأس السنة العبرية بداية موسم العدوان الأطول والأعتى على المسجد الأقصى حيث تسعى فيه "منظمات الهيكل" إلى فرض طقوسها التوراتية في المسجد.

اقتحامات وطقوس توراتية

اقتحم الأقصى في أيلول المنصرم 5014 مستوطنًا (توثيق القدس البوصلة)، نفذوا جولات استفزازية في المسجد وأدوا أغاني ورقصات وصلوات توراتية، بحماية قوات الاحتلال.

وتلا أرنون سيجال، وهو أحد قياديي "منظمات الهيكل"، "قديش الحاخامات" أمام البائكة الغربية لقبة الصخرة، في 9/1، وهو دعاء ديني يهودي يُتلى بعد دراسة التوراة أو التلمود.

كما ترأس مستوطن يواظب على اقتحام الأقصى مستوطنين للاحتفال بذكرى عملية البيجر في لبنان، وفق التقويم العبري، وأبّن أحد الجنود الذي قتلوا في لبنان.

ونفخت مستوطنة البوق في 9/14 قرب باب الرحمة، كما أدى مستوطنون في 9/29، صلاة الاستغفار (سليخوت) داخل المسجد الأقصى، وهم يمشون بمحاذاة الرواق الغربي، ووصفوا ذلك بأنها إحدى اللحظات التأسيسية للتغيير الذي يقودونه داخل المسجد الأقصى".

وتداولت مواقع عبرية مقطع فيديو يُظهر مستوطنَين شاذّين يقومان بعرض زواج قرب حائط البراق، فيما عرض مستوطن الزواج على مستوطِنة فوق درج البائكة الغربية لقبة الصخرة المشرفة، أثناء اقتحامهما المسجد الأقصى.

وفي 9/17، قاد الحاخام المتطرف يهودا غليك اقتحامًا للمسجد الأقصى برفقة عشرات المستوطنين؛ لتأبين الأمريكي الداعم للاحتلال تشارلي كيرك.

رأس السنة العبرية.. بداية موسم العدوان الأطول والأعتى

شهد المسجد الأقصى يومي الثلاثاء 9/23 والأربعاء 2025/9/24 تصعيدًا في العدوان تزامنًا مع احتفال المستوطنين برأس السنة العبرية، وهو محطة انطلاق موسم الأعياد العبرية الأطول والأقسى على الأقصى حيث تستغله "منظمات الهيكل" لتعزيز عدوانها على المسجد، لا سيما عبر فرض الطقوس التوراتية فيه.

وبلغ عدد المقتحمين على مدى يومي رأس السنة 897 مستوطنًا، توزعوا ما بين 443 الثلاثاء و454 الأربعاء.

وبرز في يومي العدوان تكريس الرقص والغناء الجماعي للمقتحمين، بعدما كان اقتحام "ذكرى خراب الهيكل" في 2025/8/3 أول مناسبة تشهد هذا التصعيد.

وشهد اليمان فرض الطقوس التوراتية التي باتت متكررة في الأقصى، سواء كانت صلوات الصباح والمساء أو الصلوات المضافة المخصصة لهذا العيد، أو الانبطاح الجماعي "السجود الملحمي" على ثرى الأقصى، والذي يُقصد منه تكريس التعامل معه وكأنه "الهيكل".

وأظهرت مقاطع وصور نشرتها منصات مقدسية أن عددًا من المستوطنين، وبينهم عدد من قيادات "منظمات الهيكل" مثل الحاخام أليشع وولفسون والحاخام يهودا جليك، اقتحموا الأقصى باللباس الأبيض.

وتمثل هذه الثياب "ثياب التوبة" التي تنص الشريعة اليهودية على ارتدائها في الأيام العشرة الأولى من السنة لكونها "أيام التوبة"، كما أنها أحد الأزياء التي يرتديها كهنة "الهيكل" على مدار العام، وفرضُهُ في الأقصى يخدم بالتالي التمهيد لحضور طبقة كهنة "الهيكل" في الأقصى، باعتبارها الطبقة التي تقود صلاة اليهود في "الهيكل" وفق الأسطورة التوراتية، فتمسي آثار فرض حضورها في الأقصى مضاعفة.

ولم يمر الاحتفال برأس السنة العبرية من دون النفخ بالبوق في الاقصى، وقد نشرت "منظمات الهيكل" مقطعًا يوثق النفخ بالبوق في الجهة الشرقية من الأقصى في أول أيام رأس السنة العبرية، وهو مقطع تم التقاطه عبر سائح غير يهودي". فيما أفاد هذه المنظمات بأن 7 مستوطنين تفخوا البوق في الأقصى في رأس السنة العبرية.

ويمثل النفخ بالبوق إعلانًا للسيادة، يستحضر الأسطورة التوراتية والممارسة الصهيونية في سيناء عام 1956 وفي القدس عام 1967، ويحمل دلالات دينية تتوهم أنه انتقال من زمان الحصرية الإسلامية للمسجد إلى زمان تهويده، تسعى لفرضه عقلية خلاصية أسطورية تؤمن بأنها تحضّر بنفخه لمقدمات التدخل المباشر للرب في مجرى التاريخ بإرسال المخلص.

ويشكل رأس السنة العبرية بداية موسم العدوان الأطول والأعتى، وقد استبقه الاحتلال بإصدار قرارات إبعاد عن الأقصى طالت أكثر من 50 مقدسيًا لمنعهم من الرباط في المسجد خلال الاقتحامات.

افتتاح نفق تهويدي أسفل سلوان

افتتحت سلطات الاحتلال، في 9/15، مقطعًا جديدًا من نفق الحجاج التهويدي أسفل بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.

وتقدم الافتتاح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وكان من المشاركين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

وكان نتنياهو افتتح مقطعًا من النفق عام 2019 بمشاركة السفير الأمريكي لدى الاحتلال ديفيد فريدمان ومبعث ترامب إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات.