تقاريرميدان

في يوم الطفل العالمي: أطفال غزة في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية

يحتفل العالم في 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للطفل، الذي أُعلن في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية، وهو يتزامن مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959، واتفاقية حقوق الطفل عام 1989. ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للطفل هذا العام تحت شعار "لكل طفل، كلّ الحقوق" في وقت لم يترك الاحتلال حقًا من حقوق أطفال فلسطين لم يعتدِ عليه.

ومع كل عام، تتراكم اعتداءات الاحتلال بحقّ الأطفال الفلسطينيين وتتصاعد من دون أيّ رادع، وتوّج الاحتلال إجرامه بحقّ الأطفال الفلسطينيين هذا العام بعدوانه على غزة الذي يحاصره منذ عام 2007.

الاحتلال قتل أكثر من 5000 طفل منذ السابع من أكتوبر

قالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن أكثر من 5000 طفل، بينهم ما يزيد على 3000 طالب، استشهدوا منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، في 2023/10/7.

وأضافت التربية في بيان لها، اليوم الإثنين، لمناسبة اليوم العالمي للطفل، أن مشاهد قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة تجاوزت كل الأعراف والمواثيق، إذ تكشف هذه المشاهد المروعة، التي تتناقلها شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، عن عقلية الاحتلال، واستهدافه المتواصل للتعليم.

وأشارت الوزارة إلى أن هناك مشاهد أخرى تشهدها محافظات الضفة الغربية والقدس، من قتل بدم بادر واقتحامات للمدارس وعرقلة وصول الطلبة والكوادر التربوية.

ودعت التربية دول العالم ومؤسساته إلى حماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس في الحياة وفي التعليم، والوقوف في وجه الاحتلال والممارسات القمعية لجيشه ومستعمريه عبر مسلسل استهداف متواصل للأطفال، مؤكدة الحق الطبيعي لأطفالنا في الحياة الكريمة والتعليم الآمن والمستقر.

وطالبت الوزارة كل المنظمات والمؤسسات المدافعة عن الطفولة والحق في التعليم بتحمل مسؤولياتها في سياق اختصاصها، ولجم الانتهاكات المتصاعدة، ووقف الجرائم التي يقترفها الاحتلال بحق الأطفال والطلبة والكوادر التربوية في المناطق كافة، والتدخل العاجل والفوري لوقف هذا العدوان.

هيئة دولية تحذر من تدهور الصحة العقلية لأطفال غزة بفعل القصف والحصار

قالت منظمة إنقاذ الطفولة، وهي منظمة دولية متخصصة بشؤون الأطفال مقرها لندن، أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إن "القصف المستمر على المناطق المدنية المكتظة بالسكان في قطاع غزة، أدى إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية الحرجة لأطفال غزة، وهو ما يؤدي لعواقب بعيدة المدى، حيث تم تقويض استراتيجيات التكيف والمساحات الآمنة وقطع خدمات ومساعدات الصحة العقلية".

وقالت إنه "مع إصابة الغارات الجوية الإسرائيلية آلاف الأماكن المدنية في غزة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات التي تؤوي العائلات، فإن العنف والخوف والحزن وعدم اليقين يسبب أذى عقليًا خطيرًا للأطفال الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه.

وأشارت إلى أنّ العديد من الأطفال باتوا من دون دعم أسري بعد فقدان أفراد من عائلتهم، وهي آلية تكيف حاسمة للأطفال الذين يعانون من الصدمة، فيما أفاد العاملون في المجال الطبي في غزة، بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود، أن عدد الأطفال الذين ليس لديهم أفراد من أسرهم على قيد الحياة والذين يصلون للحصول على الرعاية الطبية مرتفع للغاية.

وحذر خبراء الصحة العقلية في منظمة إنقاذ الطفولة من أن الأعمال العدائية الحالية في غزة تعرض الأطفال لنوبات مؤلمة للغاية بينما تجردهم من الخيارات المتاحة لمساعدتهم على التأقلم، حيث لا يوجد مكان آمن ولا إحساس بالأمان ولا روتين، مع نزوح الآلاف من منازلهم.

وذكرت المنظمة أن الأطفال في غزة يعانون مجموعة كاملة من علامات وأعراض الصدمة، بما في ذلك القلق والخوف والقلق بشأن سلامتهم وسلامة أحبائهم، والكوابيس والذكريات المزعجة، والأرق، وكبت العواطف، مشيرة إلى أن الصدمة التي تؤدي إلى هذه الأعراض مستمرة بلا هوادة وتتفاقم يوما بعد يوم.

وقال يوسف وهو موظف بمنظمة إنقاذ الطفولة في غزة، وأب لثلاثة أطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات: إنّه منذ "فرض الحصار البري والجوي والبحري في عام 2007، غرقت حياة الأطفال في غزة بالحرمان الشديد ودوائر العنف والقيود المفروضة على حريتهم".

وأظهر تقرير نشرته منظمة إنقاذ الطفولة في يونيو/حزيران 2022 أن الصحة العقلية للأطفال كانت بالفعل على وشك الانهيار. وأفاد 80% من الأطفال أنهم يشعرون بحالة دائمة من الخوف والقلق والحزن والأسى. وكان ثلاثة أرباع الأطفال يتبولون في الفراش بسبب الخوف، وكان عدد متزايد منهم يظهر عليهم الصمت التفاعلي.

وقال جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة في الأرض الفلسطينية المحتلة: "في أوقات الحرب، عادة ما يبحث الناس عن ملجأ في أماكن آمنة. لا توجد أماكن آمنة في غزة في الوقت الحالي، ولا توجد وسيلة للوصول إلى بر الأمان في الخارج. ومع الشعور بالأمان، والوجود المستمر المطمئن للعائلة، ونوع من العلاج الروتيني المناسب، يمكن الأطفال التعافي. لكن الكثير من الأطفال فقدوا بالفعل أفراداً من أسرهم، والبعض فقدوا كل شيء، ولا يزال العنف والنزوح بلا هوادة".

الجامعة العربية تطالب بحماية أطفال فلسطين

أكدت جامعة الدول العربية حق الطفل الفلسطيني في حياة حرة كريمة على أرضه وأن يعيش حياة آمنة مطمئنة بعيدا عن كل أسباب الخوف واللجوء والتشرد وبعيدا عن كل أشكال العنف، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية أطفال فلسطين.

وقالت الجامعة العربية في بيان لها الأحد 2023/11/19، عشية يوم الطفل العالمي، أن ممارسات الاحتلال الصهيوني الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني وما يلحق به من عنف يصل إلى مستوى إنهاء وجوده ومستقبله، هو "أمر لا يقبله ضمير ولا إنسانية".

ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل كامل مسؤولياته تجاه حماية الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، ودقّ ناقوس الخطر لحمايتهم من خلال إلزام قوات الاحتلال بالقرارات والقوانين التي تكفل حماية الأطفال.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى