تقاريرميدان

في اعتداء سافر على المسجد الإبراهيمي.. الاحتلال يسقف صحن المسجد ومواقف تدين الاعتداء

فوجئ الفلسطينيون صباح الخميس 2024/7/11، باعتداء جديد على المسجد الإبراهيمي نفذه الاحتلال بعد اقتحام المسجد الليلة الماضية وإقدامه على سقف صحن المسجد.

وأفادت مديرية أوقاف الخليل، في بيان صحفي، بأن قوات الاحتلال سقفت الجزء المكشوف من صحن المسجد الإبراهيمي في القسم الخاضع لسيطرة الاحتلال، والذي يعد المتنفس الوحيد للمسجد.

وأضافت أن "هذا اعتداء صارخ وخطر وتغيير لمعالم المسجد الإبراهيمي، ويشكل خطورة على سلامة الوافدين إلى المسجد".

وبيّنت أن ما يقوم به الاحتلال اعتداء على صلاحيات الأوقاف، وتعدٍ على قدسية وممتلكات المسجد، وينذر بخطورة كبيرة على حياة المصلين، ويشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين وسعيًا للسيطرة على بقية أجزاء المسجد.

الأوقاف: الخطوة جزء من محاولات الاحتلال تحويل المسجد الإبراهيمي إلى كنيس

قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن ما قام به الاحتلال من سقف لصحن المسجد الإبراهيمي بألواح حديدية هو اعتداء خطير وانتهاك واضح للمقدسات الإسلامية، وتجاوز واضح لطبيعة المسجد، وتغيير لمعالمه التاريخية والتراثية التي استمرت لقرون طويلة على هذا النمط المعماري، لا سيما أن هذا الصحن الذي تم سقفه عنوة يعد المتنفس الوحيد للمسجد الإبراهيمي.

وقالت الوزارة في بيان إن هذه الانتهاكات، التي تأتي في سياق الحرب المسعورة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، ما هي إلا تتابع لسلسلة من الانتهاكات التي يمارسها هذا الاحتلال يوميًا داخل المسجد الإبراهيمي وخارجه في خطوة يراد بها تحويله إلى كنيس يهودي خالص، ومنع المسلمين من إقامة صلواتهم فيه.

وأشارت إلى أن المسجد الإبراهيمي يتعرض لاعتداءات وانتهاكات يومية وصلت ذروتها بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي في عام 1994، من خلال التقسيم الزماني والمكاني، وهي خطوة تحاول تمريرها في المسجد الأقصى.

وطالبت الوزارة المؤسسات الدولية وعلى رأسها "اليونسكو" التي وضعت المسجد الإبراهيمي على لائحة التراث الإنساني، والتي من المفترض أن تعطي لها حصانة في وجه الاحتلال وانتهاكاته، بأن تمارس صلاحياتها وتوقف هذا الاحتلال عن الاستمرار في هذه الانتهاكات.

وأشارت إلى أن حالة التصعيد التي يمارسها الاحتلال في ظل الحكومة الحالية تجاه مقدساتنا وأماكن عبادتنا ومساجدنا وكنائسنا، مرفوضة ومدانة.

بلدية الخليل ترفض الخطوة وتطالب بالتدخل لوضع حد لسياسات الاحتلال حيال المسجد الإبراهيمي

استنكرت بلدية الخليل إقدام الاحتلال على سقف الاحتلال صحن المسجد الإبراهيمي، وقالت إنّ ذلك اعتداء على المعلم التراثي الإنساني المسجل على لائحة "اليونسكو" المهدد بالخطر، في محاولة لتهويد المكان وتغيير معالمه التراثية.

ورأت البلدية أن هذا الاعتداء يأتي ضمن مخططات سلطات الاحتلال التي أعلنت عنها جهارًا نهارًا والتي تتعلق بضم الضفة الغربية والاستحواذ على مقدساتها، وإنّ ما يجري في القدس والمسجد الأقصى ليس بعيدًا عما يحصل في المسجد الإبراهيمي، وهناك مخططات لإشعال الضفة الغربية وتحويلها إلى قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه الاحتلال ومستوطنيه في أيّ لحظة.

وشددت البلدية على رفضها واستنكارها لهذه الخطوة الإجرامية، مطالبة كل الجهات الدولية والحقوقية و"اليونسكو" بالتدخل الفوري والعاجل لوضع حد للاحتلال وسياساته تجاه المسجد الإبراهيمي، مشيرة إلى أنها ستتخذ الإجراءات القانونية كافة لوقف هذا العمل المخالف لللأعراف الدولية والقانون الإنساني، وستعمل على فضح ممارسات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه ووضع حدٍ لها، حيث يعدّ المسجد الإبراهيمي عنوانًا للخليل وفلسطين والأمتين العربية والإسلامية ولأحرار العالم.

وأضافت البلدية أن البلدة القديمة عمومًا والمسجد الإبراهيمي على وجه الخصوص يتعرضان لهجمة تهويدية وقضم للأرض الفلسطينية بهدف إحلال المستوطنين في منازل المواطنين أصحاب الأرض والمكان، حيث كانت سلطات الاحتلال قد أعلنت الأسبوع الماضي عن عزمها الاستيلاء على مجمع سوق الخضار المركزي القديم (الحسبة)، بالإضافة إلى إعلان آخر عن نيتها البناء في مدرسة أسامة ومحيطها مقابل عين عسكر المعروفة بموقف "الكراج".

المفتي محمد حسين: سقفُ صحنِ المسجد الإبراهيمي انتهاك لقدسيته

أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين إقدام سلطات الاحتلال على سقف صحن المسجد الإبراهيمي، وأشار في بيان إلى أن هذا الاعتداء يُشكل مسًّا خطيرًا بمعالم المسجد، واستفزازًا لمشاعر المسلمين، واعتداء على حرية العبادة فيه، وينذر بتصعيد خطير ضدّ المقدسات الفلسطينية.

وأكد أن سياسة سلطات الاحتلال لجهة استهداف المساجد وخرابها ومنع المصلين من الوصول إليها تأتي ضمن سياسة ممنهجة وخطيرة في الاعتداء على المقدسات، والحق بحرية العبادة التي دعت إليها الشرائع السماوية وكفلتها القوانين والأعراف الدولية. وأضاف أن سلطات الاحتلال من خلال هذه الاعتداءات تهدف إلى حرمان الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية في مساجدهم، محذرًا من خطورة هذه الممارسات، التي قد تجر المنطقة برمتها إلى حرب دينية، سوف تلحق الضرر في العالم أجمع، وليس في فلسطين وحدها، لافتًا إلى أن هذه الانتهاكات والاعتداءات تأتي في ظل صمت دولي معيب ومخجل.

وناشد الشيخ حسين المنظمات والهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان وفي مقدمتها اليونسكو التدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأراضيه، داعيا الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى بذل الجهود الفاعلة تجاه إنقاذ بيوت الله في فلسطين، وبين أن لغة الإدانة والاستنكار لم تعد مقبولة بل يجب التحرك الفعلي لوقف جرائم الاحتلال على مختلف الأصعدة.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى