تقاريرميدان

طريق "نسيج الحياة" الاستيطاني.. مشروع يقطع التواصل بين شمال الضفة وجنوبها

صادق المجلس الوزاري الأمني المصغر لحكومة الاحتلال "الكابينت"، في 30/3/2025، على مخطط استيطاني جديد تحت اسم "نسيج الحياة"، يستهدف محيط مستوطنة "معاليه أدوميم"، أكبر مستوطنات الاحتلال شرق القدس المحتلة.

ويربط الطريق الاستيطاني الجديد عبر نفق بين بلدتي الزعيّم والعيزرية، شمال شرق القدس المحتلة، ما سيؤدي إلى نقل حركة الفلسطينيين في محيط هاتين البلدتين وغيرها بعيدًا عن الطريق الاستيطاني رقم 1، الذي يمتد من شرق القدس وصولاً إلى حيفا. ما يعني منع الفلسطينيين من المرور في محيط المناطق الواقعة ضمن الكتلة الاستيطانية المستهدفة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإسرائيلية، وافقت بلدية الاحتلال على المخطط بعد خمس سنوات من طرحه، وخُصِّص له مبلغ 91 مليون دولار.

الآثار المترتبة على الطريق

يقول الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص إن من التداعيات المترتبة على استحداث الطريق حصر الحركة بين شمال الضفة الغربية وجنوبها في نفق تحت الأرض مخصص للفلسطينيين فقط، لا يمس إغلاقه بحياة المستوطنين، ما يسمح للاحتلال بزيادة قدرته على منع التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، بشكل قد يؤدي مع الزمن إلى جعل السفر نحو الأردن أسهل فعليًا من محاولة الانتقال بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ويترك شمال الضفة وجنوبها معلقين بخيط رفيع تحت الأرض.

ويضيف أن استحداث هذا الطريق سينهي الحاجة إلى الحواجز العسكرية في الزعيّم والعيزرية، وسيحول الطريق رقم 1 إلى طريق مخصص للإسرائيليين فقط، ما يسهل الحركة عليه ويسمح لكتلة "أدوميم" الاستيطان بتواصل أكبر مع المركز التجاري غرب القدس، وهذا سيكون له انعكاس كبير على عدد سكانها المتوقف عند 40 ألفًا رغم حجمها الضخم الذي يقارب 70 كيلومتر مربع، ورغم مرور 50 عامًا على تأسيسها.

كما أن استحداث هذا الطريق سيقطع التواصل خلال مرحلة البناء بين التجمعات البدوية الـ25 في برية القدس والبلدات الفلسطينية التي يعتمد عليها أهل المنطقة في التواصل والخدمات، وهو ما يعني عزل التجمعات البدوية تماماً عن بلدات العيزرية وأبو ديس وحزما، ما سيسهل على الاحتلال إخلاء الخان الأحمر وجبل البابا ووادي جمل وغيرها من التجمعات البدوية في برية القدس.

وعليه، سيمهد الطريق لضم كتلة "أدوميم" الاستيطانية إلى القدس بعد منع وصول الفلسطينيين إليها وتفريغ التجمعات البدوية في محيطها.

ويضيف ابحيص أن هذا الطريق سيقضم مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية، ويتطلب بناؤه هدم منشآت في بلدات العيزرية المصنفة "مناطق ب" وفق اتفاق أوسلو، والمفترض وفق الاتفاق أن يكون تنظيم البناء والسكن فيها من صلاحيات السلطة الفلسطينية.

وبحسب اتفاق أوسلو ومن بعده اتفاقية وأي ريفر فإن الضفة الغربية يفترض أن تقسم إلى ثلاث مناطق: الأولى (أ) وتشكل 18% منها وتكون الصلاحيات الأمنية والإدارية للسلطة. والثانية (ب) وتشكل 21% من الضفة وتكون الصلاحيات الإدارية فيها للسلطة والأمنية مشتركة، والثالثة (ج) وهي خارج صلاحيات السلطة الفلسطينية تماماً وتشكل 61% من الضفة.

وللتمهيد لتأسيس هذا الطريق ولضم كتلة "أدوميم" الاستيطانية فقد سبق لحكومة الاحتلال في حزيران 2024 أن سحبت صلاحيات البناء والتنظيم في برية القدس من السلطة، لتزيل بذلك صلاحيتها عما يقارب 3% من مساحة المناطق (ب) من الضفة وتنقلها لجيش الاحتلال عبر "الإدارة المدنية"، أي أن صلاحيات السلطة بشقيها (أ) و(ب) باتت تمتد على 2,110 كيلومتر مربع أي ما يشكل 7.8% من مساحة فلسطين الأصلية، مقطعة الأوصال بنحو 700 حاجز.

خطوة تبني على سابقتها

يقول ابحيص إن طريق "نسيج الحياة" ينقسم فعليًا إلى شقين: الأول شمالي وقد أنجز بالفعل ما بين عامي 2017-2020، والحالي الجنوبي الذي أحيل للتنفيذ الآن، والشق الشمالي يصل ما بين بلدتي الزعيّم وعناتا شمالاً، ويتكون من طريقين متوازيين يفصل بينهما الجدار، الأول للفلسطينيين ويسمح بالمرور من الزعيّم إلى عناتا ثم مواصلة الطريق شمالاً نحو رام الله، والثاني للإسرائيليين ويوفر مدخلاً شمالياً إلى القدس يربطها بكتلة "أدوميم" الاستيطانية.

وإذا ما اكتمل العمل بهذا الجزء المكون من نفق تحت الأرض فسيجري وصله بالمقطع الشمالي الملاصق للجدار، بحيث يصبح الطريق الوحيد المخصص للفلسطينيين بين شمال الضفة وجنوبها، بينما تصبح طرقات المستوطنين التي تربطهم بالقدس خالية من الحواجز.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى