أثار مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة موجة واسعة من المواقف الرافضة على المستوى الأممي والعربي والإسلامي.
وأمس الإثنين، جدد ترامب الإعلان عن رغبته في نقل الفلسطينيين من غزة إلى أماكن "أكثر أمانًا" مثل مصر والأردن، كاشفًا أنه سيلتقي حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في واشنطن "قريبًا جدًا".
وكان ترامب طرح السبت فكرة "تطهير" غزة بعد أكثر من 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي، وقال إنه يريد من مصر والأردن إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة في محاولة لإحلال "السلام في الشرق الأوسط".
وصرح ترامب للصحفيين: "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها"، واصفًا غزة بأنها "مكان مدمر"، وقائلاً إن هذه الخطوة قد تكون "موقتة أو طويلة الأجل".
وجاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من موافقته على رفع الحظر الذي فرضه سلفه جو بايدن على شحن القنابل التي يزيد وزنها على 900 كيلوغرام إلى دولة الاحتلال.
الأمم المتحدة: سنكون ضد أي خطة تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من غزة
قالت الأمم المتحدة، الإثنين، إنها تعارض دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة.
وقال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي: "سنكون ضد أي خطة تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، أو تؤدي إلى أي نوع من التطهير العرقي".
رفض عربي
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن "موقف الأردن أن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام ورفضنا للتهجير ثابت لا يتغير".
وأشار في تصريح الأحد إلى أن "حل القضية الفلسطينية هو حل فلسطيني والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ونتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة وسندعم مساعي السلام في المنطقة".
وأضاف "أجرينا محادثات بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع".
وتابع "اتفقنا مع المنسقة الأممية على تفعيل التعاون لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وسنعمل مع كل شركائنا في المنطقة للتقدم بخطى واضحة لتحقيق السلام".
وأكّد أن "الأولوية الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى سكان القطاع، ونعمل على إدخال المساعدات إلى غزة دون انقطاع تمهيدا لبدء عمليات إعادة الإعمار".
وشددت الخارجية المصرية على رفض القاهرة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة أو نقلهم خارجه سواء "بشكل مؤقت أو طويل الأجل"، مؤكدة "تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية".
وأكدت في بيان نشرته على منصات التواصل الاجتماعي، "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
ودعت الخارجية المصرية المجتمع الدولي إلى "العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني، وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من حزيران/ يونيو لعام 1967".
كذلك، رفضت منظمة التعاون الإسلامي المخططات الرامية لتهجير الشعب الفلسطيني خارج وطنه، سواء كان ذلك بشكل مؤقت أو طويل الأجل، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية".
منظمة التعاون الإسلامي تؤكد دعمها صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وترفض محاولات التهجير القسريhttps://t.co/T4OUzItuOS pic.twitter.com/5ebCcSwKPs
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) January 27, 2025
وجددت المنظمة، في بيان الإثنين، تأكيد دعمها المطلق لحق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته. ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن "إنهاء الاحتلال والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير واستعادة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في العودة وتجسيد سيادة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".
كما أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن "الجامعة تقف بشكل قوي ومبدئي في مساندة الموقف المصري والأردني الرافض للأفكار التي يتم الترويج لها بخصوص تهجير الفلسطينيين".
وأضاف في بيان له أن "الموقف العربي لا يساوم في موضوع تهجير الفلسطينيين من أرضهم سواء في غزة أو الضفة، والاصطفاف العربي المساند لموقف كل من مصر والأردن واضح ولا لبس فيه.. والأطروحات القديمة المتجددة بتهجير أصحاب الأرض من أراضيهم هي أطروحات مرفوضة ولا طائل من مناقشتها".
رفض فلسطيني
رفضت الرئاسة الفلسطينية، في بيان الإثنين، دعوة ترامب، مؤكدة أن البديل هو "تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
واستنكرت فصائل فلسطينية، الأحد، مقترح ترامب، وقالت حركة "حماس" إن "شعبنا الذي صمد أمام أبشع عمليات الإبادة ورفض الاستسلام للتهجير يرفض قطعيا أي مخططات لترحيله وتهجيره".
ودعت الإدارة الأمريكية إلى "التوقف عن هذه الأطروحات التي تتماهى مع المخططات (الإسرائيلية) وتتصادم مع حقوق شعبنا".
كما طالبت الدول العربية والإسلامية خاصة مصر والأردن بالتأكيد على "مواقفها الثابتة برفض التهجير والترحيل".
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "مخططات التهجير الجديدة التي يخطط لها ترامب لن تمر، وشعبنا سيواجهها بكل السبل".
وأكدت أن "هذا الطرح يكشف الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية، وهي شريك أساسي في الجرائم المرتكبة بحق شعبنا".
كما أدانت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية تصريحات ترامب، مؤكدة أنها تكشف حجم المؤامرة الهادفة لتهجير الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن هذه التصريحات "تستكمل خطة اليمين (الإسرائيلي) المتطرف، وتستدعي وحدة الموقف الفلسطيني ووضع خطة لإفشال المؤامرة".
35 منظمة أمريكية فلسطينية ترفض المقترح
رفضت شبكة المنظمات الفلسطينية الأمريكية، التي تمثل 35 منظمة فلسطينية أمريكية في الولايات المتحدة، بشكل قاطع اقتراح الرئيس ترامب بإعادة توطين الفلسطينيين من غزة في مصر والأردن.
وقالت المنظمات في بيان إن هذا الاقتراح يسعى إلى تحقيق التهجير القسري الذي فشلت إسرائيل في تحقيقه خلال 15 شهرا من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وأضافت: "يبدو أن الرئيس ترامب لا يعلم أن 70% من سكان غزة هم لاجئون تم تهجيرهم قسرًا من منازلهم عام 1948 وما بعدها، وقد تم طرد هؤلاء السكان من مدنهم الاصلية مثل يافا، وحيفا، وعسقلان، وأسدود، وبئر السبع ومناطق أخرى أصبحت الآن تحت السيطرة الإسرائيلية، كجزء من إنشاء دولة إسرائيل".
وقالت المنظمات إنه إذا كان الرئيس ترامب جادًا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط كما يزعم، فعليه أن "يعمل جادًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي احتلت عام 1967".