استمر حصار الاحتلال للأقصى في شباط الماضي بالتوازي مع عدوانه المستمر على قطاع غزة، وقيد وصول المصلين إلى المسجد حتى في أيام الجمعة وفي ذكرى الإسراء والمعراج.
واستمرت اقتحامات المستوطنين الذين أدوا طقوسهم في المسجد، فيما أطلقت "جماعات المعبد" عريضة لرفع العلم الإسرائيلي في الأقصى في أيار القادم في ما يسميه الاحتلال "عيد الاستقلال".
ومع اقتراب شهر رمضان، طرح الاحتلال فرض قيود على وصول المصلين إلى الأقصى، فيما أحاط المسجد بمزيد من كاميرات المراقبة وببرج تجسس فوق المدرسة التنكزية.
اقتحامات وطقوس توراتية وعريضة لرفع العلم في "عيد الاستقلال"
شارك 3112 مستوطنًا في في اقتحام المسجد الأقصى في شهر شباط المنصرم بحماية قوات الاحتلال (وفق شبكة القدس البوصلة)، وأدى المستوطنون صلوات توراتية في أثناء الاقتحامات، لا سيما في المنطقة الشرقية من المسجد، بحماية قوات الاحتلال.
وكان من المشاركين في الاقتحامات طلاب مدرسة دينية صهيونية، برفقة رئيسهم الحاخام الذي تطوّع في جيش الاحتلال للمشاركة في العدوان على غزة، واقتحم المسجد بزيّه العسكري الرسمي.
واقتحم المسجد الأقصى، في 2/13، طلاب مستوطنون، بإرشاد من منظمة "بيدينو" وموافقة من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، وهي المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر التي توافق فيها الوزارة على تنظيم اقتحامات مدرسية للأقصى. وكانت لجنة التربية والتعليم في "الكنيست" أوصت وزارة التربية والتعليم في عام 2021 بإدراج المسجد الأقصى ضمن برنامج الرحلات للمدارس الإسرائيلية، ودمج مواد تعليمية في البرنامج التعليمي لدروس التاريخ، ضمن الاستجابة لمطالب "جماعات المعبد" وللعمل على تعزيز فكرة "المعبد" لدى الطلاب الإسرائيليين.
واقتحم الأقصى الشهر الماضي المستشرق الصهيوني مردخاي كيدر الذي اصطحب مستوطنين ناطقين بالإنجليزية في جولة تهويدية في المسجد، بالإضافة إلى مستوطِنات من منظمة "نساء لأجل المعبد" اللواتي اقتحمن الأقصى بمناسبة بداية الشهر العبري، وأقمن طقس (بات متزفاه)، احتفالاً ببلوغ إحدى المستوطنات.
ودعت إحدى "جماعات المعبد " إلى طرد الأوقاف الإسلامية من المسجد الأقصى ونزع الوصاية الأردنية عنه، بزعم أنها تحرض على قتل اليهود، وتعادي السامية، ونشرت دعوتها تحت عنوان "من يسيطر على المعبد يسيطر على الأرض كلها".
ودعا "اتحاد منظمات جبل المعبد" المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى يوم 2/27 بالتزامن مع الانتخابات البلدية في دولة الاحتلال، وأداء الصلاة من أجل نجاحها.
وأطلقت جماعة "جبل المعبد بأيديـنا" عريضة لرفع علم الاحتلال في الأقصى في "عيد الاستقلال"، وادّعت الجماعة أنّ رفع المئات من أعلام الاحـ.ـتلال في المسجد هو تعبير عن النصر، وأنّ كل يوم يمرّ من دون رفع العلم إنّما هو انتصار للعدو.
وتحتفل دولة الاحتلال بذكرى إنشاء كـيانها على أرض فلسطين في 5 أيار العـبري، الذي يوافق 14 أيار القادم، عشية إحياء ذكرى النكبة.
استمرار حصار الأقصى ويطرح فرض قيود على المصلين في شهر رمضان
استمر حصار الاحتلال للأقصى بالتوازي مع استمرار عدوانه الهمجي على غزة، ونصبت الشرطة الحواجز وفرضت قيودًا عمرية وجغرافية على الوافدين إلى المسجد، وشدّدت من إجراءات التفتيش والتضييق على المصلين في أيام الجمعة.
وفي سياق التضيق على المصلين، منعت شرطة الاحتلال سيدة مقدسية من دخول الأقصى بذريعة وجود ديون "أرنونا" بحقها لمصلحة بلدية الاحتلال في القدس.
وفي ذكرى الإسراء والمعراج، لم يتمكن من الوصول إلى المسجد أكثر من 15 الفًا في حين أن أعدادهم كانت تصل أضعاف ذلك في هذه المناسبة في الأعوام السابقة.
واعتقلت شرطة الاحتلال، في ذكرى الإسراء والمعراج، أكثر من 10 فلسطينيين، بينهم فتيات ومصورٌ صحافي، من داخل الأقصى، وأفرجت عن معظمهم لاحقًا بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
ومع اقتراب شهر رمضان، تعمل مخابرات الاحتلال على إرهاب المقدسيين وتخويفهم وتهدديهم، إذ وزّعت منشورات في العيسوية وجبل المكبر تحذّر المقدسيين من المشاركة في "أعمال عنف وشغب" في الأقصى في شهر رمضان.
وفي سياق متعلق بشهر رمضان، وافق رئيس حكومة الاحتلال، في 2/18، على اقتراح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يقضي بتقييد دخول فلسطينيي الداخل والقدس إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان. ونصت التقييدات بصورتها الأولية على منع من هم بين العاشرة والستين من دخول المسجد، مع فحص بطاقات هوية البقية على الأبواب، بالإضافة إلى مطالبة بن غفير بمنع فلسطينيي الضفة الغربية بشكل تام من الدخول.
لكن في 2/21، قرر مجلس الحرب سحب الصلاحيات التي تخص المسجد الأقصى من بن غفير، وعدم فرض قيود على دخول فلسطينيي الداخل والمقدسيين إلى المسجد الأقصى في رمضان.
إلا أنّ المتحدث باسم حكومة الاحتلال آفي هيمان عاد ليقول، في 2/29، إن الحكومة لا تزال تدرس القيود المحتملة على دخول المسجد الأقصى في شهر رمضان، وإنّ القرار النهائي سيأخذ بعين الاعتبار الأمن والسلامة العامة.
ولم يطرح مسؤولو الاحتلال وضع قيود على اقتحامات المستوطنين في رمضان الذي سيشهد مناسبتين يعمل المستوطنون فيهما على تصعيد عدوانهم على الأقصى، هما "عيد المساخر/البوريم" في 3/24؛ وقبله "صوم إيستر" في 3/21، و وقد تلا المستوطنون "سِفر إيستر" في الأقصى العام الماضي في هذه المناسبة.
الاحتلال يحاصر الأقصى بكاميرات مراقبة وينصب برجًا تجسسيًا فوق المدرسة التنكزية
مع اقتراب شهر رمضان، تعمل شرطة الاحتلال على إحكام قبضتها الأمنية على الأقصى ومحيطه، وقد ضاعفت من عدد كاميرات المراقبة في محيط المسجد، أبرزها ثلاث كاميرات عند باب الأسباط تكشف الجزء الشمالي من المسجد، وكاميرا جديدة عند باب المطهرة، تكشف بوضوح وجه الداخل والخارج.
كذلك، نصبت شرطة الاحتلال برج تجسس فوق المدرسة التنكزية مطلٍ على المسجد الأقصى مباشرة من سوره الغربي، والبرج يحتوي كاميرات مراقبة وأجهزة رصد وتنصت تقارب في ارتفاعها مئذنة باب السلسلة.