يستعد المستوطنون للاحتفال بـ "عيد الأنوار/الحانوكاه" بدءًا من مساء الأربعاء 2024/12/25، وعلى مدى 8 أيام.
وتسعى "جماعات الهيكل" في هذا "العيد"، وهو مناسبة هامشية أساسًا حولها الاحتلال إلى محطة لتصعيد العدوان على الأقصى، إلى فرض وقائع تهويدية في المسجد الأقصى، عبر الحشد لزيادة اقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولة إضاءة الشمعدان داخل الأقصى وعند أبوابه، إلى جانب تنفيذ استفزازات داخل المسجد تستمر ثمانية أيام.
وفي سياسة يعتمدها الاحتلال قبل الأعياد العبرية، استدعت مخابرات الاحتلال، الإثنين، سبعة من حراس المسجد الأقصى إلى التحقيق، فيما تستمر قوات الاحتلال في محاصرة المسجد وتقييد وصول الأهالي إليه.
مظاهر العدوان على الأقصى في "عيد الأنوار"
يقول الباحث في الشأن المقدسي زياد ابحيص، في مقال تابعه موقع القدس 360، إنّ العدوان المرتقب في هذا "العيد" هو إشعال الشمعدان حول المسجد ليلاً وأداء طقوس توراتية مع تعزيز الاستفراد بسوق القطانين وساحة الغزالي إلى حد بات يجعلها أقرب إلى كُنُس مؤقتة في ليالي هذه الطقوس مرتكزة في ذلك إلى قرار لمحكمة الاحتلال العليا في 2017/12/17 بالسماح للمستوطنين بأداء كامل طقوسهم على أبواب المسجد الأقصى.
ويضاف إلى ذلك تعزيز الاقتحامات نهار تلك الأيام الثمانية، ومحاولة إشعال الشمعدان ولو رمزيًا داخل المسجد الأقصى في إطار المحاولة المستمرة لنقل كامل الطقوس التوراتية إلى داخله، على الرغم من أن وقت إشعالها دينيًا هو بعد غروب الشمس وليس في ساعات النهار، وهي محاولة تريد أن تبني على سابقتين كانت الأولى منهما في 2021 بإشعال ولاعة وأداء صلوات مصاحبة وبشكلٍ رمزي، والثانية في 2023 حين أشعلت ثلاث شمعات على حجارة المسجد الأقصى.
ويبين ابحيص أنّ محاولات أداء طقوس الشمعدان في المرتين، وإن جرت تسللاً وبغياب الأدوات اللازمة، فإنها تبقى مقدمات تحاول الصهيونية الدينية التأسيس عليها للوصول تدريجيًا إلى أداء الطقس الديني الكامل وإدخال جميع الأدوات التي يتطلبها.
مسيرة للمطالبة بطرد الأوقاف
دعت "جماعات الهيكل" إلى مسيرة تحت اسم "مسيرة المكابيين" في 12/26، للمطالبة بطرد الأوقاف الإسلامية من الأقصى.
ووفق الباحث ابحيص، تحاول "جماعات الهيكل" أن تجعل من "عيد الأنوار" مناسبة لمسيرة سنوية للمطالبة بالعدوان الشامل على أوقاف القدس التابعة للأردن، وطردها من المسجد الأقصى وسلب كامل صلاحيتها لصالح إدارة صهيونية تعيّنها حكومة الاحتلال، وهو التقليد الذي بدأته في عام 2022 حين كانت تناقش رسالة مطالبها الشهيرة ذات البنود الأحد عشر التي تحولت إلى برنامج عمل لوزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير.
لكن شرطة الاحتلال قررت منع إقامة المسيرة هذا العام، فيما أعلن منظموها من "جماعات الهيكل" عن توجههم إلى استئناف القرار.
العدوان على المسجد الإبراهيمي
يعمل الاحتلال على استغلال هذه المناسبة لتكريس السيادة الإسرائيلية على المسجد الإبراهيمي في الخليل، عبر محاولة المسؤولين الإسرائيليين فرض حضور مركزي في إشعال الشمعدان داخل المسجد الإبراهيمي.
ويشير الباحث زياد ابحيص إلى أن السابقة الأولى في هذا الإطار كانت 2019/12/29 حيث أشعل الشمعدان فيه نفتالي بينيت وكان حينها وزير جيش الاحتلال، ثم في 2021/11/28عنما أشعل الشمعدان فيه رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتزوج رغم أنه محسوب على يمين الوسط، أما في العام الماضي 2023 فقد كان معظم المشاركين في هذا الاحتفال داخل المسجد الإبراهيمي من عائلات الأسرى الصهاينة في قطاع غزة أو من جنود الاحتلال العائدين من مهامهم في العدوان على غزة المستمر منذ 2023/10/7.