تقاريرميدان

"جماعات الهيكل" تنفّذ عدوان "ذكرى خراب الهيكل" برعاية ومشاركة رسمية

يوم ثقيل من العدوان شهده الأقصى اليوم الخميس 2023/7/27 في ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل". وتجمع مئات المستوطنين عند باب المغاربة منذ ساعات الصباح للمشاركة في الاقتحامات، فيما بات متطرفو جماعة "العودة إلى جبل الهيكل" ليلتهم عند مدخل باب المغاربة بانتظار فتح باب الاقتحام.

ووفّرت قوات الاحتلال الحماية للمستوطنين على مدى جولات الاقتحام، وعمدت إلى منع الأهالي من الدخول إلى الأقصى بالتزامن مع الاقتحامات، وقاد وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير الفوج الأول من الاقتحامات مؤكدًا بذلك الدعم والتبنّي الرسمي للعدوان على الأقصى. وشارك في الاقتحامات حاخامات وسياسيون، فيما أدّى مستوطنون شعائر تلمودية في أثناء اقتحام المسجد وفي محيطه.

2180 مستوطنًا يقتحمون الأقصى بدعم ومشاركة رسمية

شارك 2180 مستوطنًا في اقتحام الأقصى اليوم بدعم رسمي وبحماية قوات الاحتلال. لكن على الرغم من توفير الاحتلال مجالًا واسعًا للاقتحامات، لم تحقّق "جماعات الهيكل" مسعاها الأول في هذه المناسبة وهو تسجيل رقم قياسي جديد للمقتحمين يتخطى الرقم المسجل العام الماضي في المناسبة ذاتها والبالغ 2200 مقتحم.

وأدى المستوطنون رقصات تلمودية ورفعوا أصواتهم بالصراخ والغناء في المسجد، وقد سمحت شرطة الاحتلال بمشاركة 100 مقتحم في كل فوج من المستوطنين، بأمر من وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير.

كانت شرطة الاحتلال تحدّد أعداد المقتحمين في الفوج الواحد بـ20 مقتحمًا عند فتح باب الاقتحام الجماعي عام 2006، ثم رفعت العدد تدريجيًا إلى 50 مقتحمًا عام 2019، ثم إلى 70 في اقتحام الذكرى العبرية لاحتلال القدس عام 2022.

وفي سياق تصعيد العدوان ومحاولات فرض أمر واقع جديد، سمحت شرطة الاحتلال لفوج من المقتحمين بمغادرة الأقصى من باب الأسباط شمال شرق المسجد، في تعزيز لسابقة أخذت تتكرر منذ 2022/8/7 التي كانت المرة الأولى لإخراج مستوطنين من هذا الباب.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق استجابة سلطات الاحتلال لـ "جماعات الهيكل" ومطالبتها بالسماح للمقتحمين باستعمال أبواب الأقصى كافة بدلاً من أن تقتصر على باب المغاربة لبدء الاقتحام، وباب السلسلة للخروج من الأقصى.

وأدّى مستوطنون طقس الانبطاح (السجود الملحمي) على ثرى الأقصى في الجهة الشرقية من المسجد، تحت حراسة شرطة الاحتلال. ويتعمد المتطرفون أداء هذا الانبطاح في الأقصى كرمز لإقامة طقوس الهيكل المزعوم بالفعل، كجزء من "التأسيس المعنوي للمعبد".

كذلك، نشرت "جماعات الهيكل" صورة لقراءة مستوطنين من "لفافة الرثاء" التي تتلى من كتبهم الدينية حزنًا على "خراب الهيكل".

وشارك في الاقتحامات حاخامات وسياسيون، منهم رئيس "اتحاد جماعات الهيكل" الحاخام شمشون إلباوم، وعضو "الكنيست" السابقة شولي موعلم، وعضو "الكنيست" السابق الحاخام يهودا غليك الذي قدم شروحات تلمودية للمقتحمين، ووزير النقب والجليل في حكومة الاحتلال يتسحاق فاسرلاوف، ووزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير الذي صرح في أثناء اقتحام المسجد: "هذا المكان هو الأهم، نحتاج إلى العودة إليه وإظهار سيادتنا عليه".

قوات الاحتلال تقتحم مصلى قبة الصخرة وتمنع الأهالي من الدخول إلى الأقصى

اقتحمت شرطة الاحتلال المصلى القبلي، ومصلى قبّة الصخرة وصادرت مفاتيحه واعتدت على موظفي الأوقاف. وجاء هذا الاقتحام بذريعة البحث عن فلسطيني رشق المستوطنين بالحجارة عند مصلى باب الرحمة.

وفي مشهد يعكس محاولات فرض تقسيم الأقصى زمانيًا، منعت قوات الاحتلال الأهالي من دخول الأقصى، واحتجزتهم عند أبواب المسجد بالتزامن مع الاقتحامات، ما اضطرهم إلى أداء صلاة الظهر في محيط الأقصى.

الهيئات الإسلامية في القدس تدين عدوان "خراب الهيكل"

دانت الهيئات الإسلامية في القدس الخروقات والانتهاكات كافة التي تعرض لها المسجد الأقصى اليوم، وما جنحت إليه مجموعات المتطرفين في الأيام القليلة الماضية من حملة تحريض واسعة النطاق بهدف حشد أكبر الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى، حيث استباحت مجموعات كبيرة ومنظمة ساحات المسجد بدعم وحماية قوات الاحتلال المدججين بالسلاح، يتقدمهم وزراء في حكومة الاحتلال المتطرفة مثل وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وعدد من الشخصيات الحزبية والدينية المستفزة التي تصرح علانية عن مخطط تهويد الأقصى ويذهب بعضها للحديث عن هدمه – خاب فألهم.

وأعادت الهيئات الإسلامية التأكيد أنها، برغم مرارة الألم وشدة القمع، ثابتة عل عهد الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

ودعت الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي لوقف سياسة الصمت والمجاملة والقيام بتحرك فاعل لحماية المسجد الأقصى قبل فوات الأوان، مستنكرة اختلاق المتطرفين لانتهاكات وطقوس تهويدية وممارستها في الأقصى، واحتشاد مجموعات كبيرة من المتطرفين اليهود على أبوابه بحماية شرطة الاحتلال في مشهد يؤكد إمعان الاحتلال في افتعال الأزمات وسياسة الاستهتار بمشاعر ملياري مسلم حول العالم.

وعبرت الهيئات عن رفضها منع مئات المصلين المسلمين من الوصول الى المسجد الأقصى، مشيرة إلى أنّ ذلك يستدعي رص الصفوف ودق ناقوس الخطر ومناشدة كل مسلم حر شريف القيام بواجبه اتجاه الأقصى.

وقالت الهيئات الإسلامية المقدسية إنّ هذا التصعيد الممنهج خرق واضح للوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى، وأكدت إصرارها في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الظالمة ضد المسجد الأقصى ورواده وحراسه والمصلين فيه، ودعت كل فلسطيني ومسلم مقتدر للرباط في أروقة الأقصى ومصلياته ومساطبه وساحاته بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى