على مجازر دامية استيقظ قطاع غزة صباح اليوم الإثنين، في مشهد يعكس محاولة الاحتلال التغطية على فشله في مواجهة المقاومة، ناهيك بالفشل الاستخباري في كشف عملية طوفان الأقصى قبل انطلاقها.
فقد شنت طائرات الاحتلال غارات على القطاع، توزع بنك أهدافها على المنازل والمساجد والمدارس، والمشافي، والبنية التحتية.
واستهدفت طائرات الاحتلال منطقة الترنس وسط مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وهي منطقة حيوية، ومكتظة بالسكان، ما خلف عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال.
واستهدفت طائرات الاحتلال المسجد الغربي ومحيطه في مخيم الشاطئ غربي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 8 فلسطينيين، ووقوع عدة إصابات، وتم نقل المصابين إلى مجمع "الشفاء الطبي" في غزة، فيما تضررت عشرات المنازل المجاورة للمسجد بشكل كبير.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي بالصواريخ مسجد السوسي وسط مخيم الشاطئ غربي قطاع غزة، ما أوقع عددًا من القتلى والجرحى، ودمارًا كبيرًا في المنازل المجاورة، وفي البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والاتصالات.
"إسرائيل" غارقة في صدمتها
يأتي العدوان على غزة في الوقت الذي لا تزال فيه دولة الاحتلال غارقة في صدمتها، وقالت صحيفة "هآرتس"، في تقرير لها اليوم الإثنين، إنّ قيادة جيش الاحتلال لا تزال في حالة صدمة من الأحداث التي بدأت السبت الماضي، "ويبدو أنها تواجه صعوبة في التعافي"، وإن هذه الصدمة تلقي بظلالها على الأداء العسكري في المعركة الدائرة حاليًا مع المقاومة الفلسطينية.
ولفتت الصحيفة إلى إّن "الفشل الاستخباري الخطير وعجز الجيش هما محور تلك الصدمة"، مشيرة إلى أنه من الواضح أنّ الجيش يتصرف بارتباك وفوضى في جميع أنحاء المنطقة المحيطة بغزة.
وبيّنت الصحيفة أنّه "إلى جانب الفشل الاستخباري الخطير، فإنّ عجز الجيش الإسرائيلي على الأرض واضح أيضًا، حيث يواجه صعوبة في التعافي من صدمة بداية الهجوم، وحتى في الجوانب اللوجستية، فإن الجيش لا يزال في وضع حرج، إذ يتصرف بطريقة مرتبكة، ومتلعثمة، وفوضوية".
وقالت الصحيفة إن المنطقة المحيطة بغزة بأكملها، وخاصة المستوطنات المجاورة للسياج "تبدو كأنها مشهد من فيلم حربي؛ وعلى جوانب الطرق مركبات مهجورة وعليها آثار طلقات نارية، ويمكن رؤية آثار دماء وبقايا معدات طبية تحتها".
وأوضحت الصحيفة أن جنود الاحتلال عند كيبوتس "أوريم"، كانوا قد تلقوا في تلك الأثناء معلومات تتحدث عن سيارة زرقاء بها مسلحون فلسطينيون، تتقدم باتجاههم، ما تركهم في حالة "استنفار مشوبة بالهلع".
وتابع التقرير أن "بوابات الكيبوتس مغلقة أمام دخول المركبات. وتذكرنا المشاهد في الداخل بمنطقة تعرضت لقصف جوّي، لكن الحقيقة هي أن مقاتلي حماس على دراجات نارية هم المسؤولون عن الدمار. ومن بين مسارات الكيبوتس سيارات ومنازل محترقة، بعضها لم يتم إجلاء الضحايا جميعهم منها، ويبحث السكان القلائل المتبقون عن طريقهم للخروج".
وأضافت الصحيفة: "على جوانب الطريق سيارات مدنية وسيارات أمنية تضررت بنيران قوات حماس، وإلى جانب بعضها جثث مغطاة بأكياس بلاستيكية".
وأشارت إلى أن "التوتر في صفوف قوات الجيش واضح، ولسوء الحظ، كان مراسل (هآرتس) يقود في الوقت ذاته سيارة زرقاء على بعد حوالي 50 مترًا من القوات، وعلى الرغم من الصراخ باللغة العبرية على الجنود والسترة الواضحة التي كتب عليها (صحافة)، إلا أنهم أطلقوا عدة رصاصات على السيارة، وبعد وقت قصير، على الطريق رقم 4 بالقرب من أشدود، رصد رجال الشرطة سيارة زرقاء أخرى، وأطلقوا النار على إسرائيلي فيها فأردوه قتيلاً".
"حماس" لا تزال تدخل إلى المستوطنات
قالت صحيفة "هآرتس" إن تقديرات أجهزة أمن الاحتلال تشير إلى أن قوات حركة "حماس" تواصل على نطاق واسع دخول مستوطنات غلاف غزة المحيطة بالقطاع. وأشارت الصحيفة إلى أنّ "القتال العنيف تواصل صباح اليوم الإثنين، في المستوطنات المحيطة بالقطاع".
ولفتت إلى أنّ "قوات الجيش تواصل البحث عن ثغرات في السياج الأمني على حدود قطاع غزة والطرق الأخرى التي تسمح بالدخول لعناصر حماس من خلالها".