بالتوازي مع الحرب الهمجية التي يشنها الاحتلال على غزة منذ 2023/10/7 ومع عدوانه على الضفة الغربية، يستمر المستوطنون في الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية بمساندة ودعم علني من قوات الاحتلال.
وتشير المعطيات إلى تصاعد عنف المستوطنين وجرائمهم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث ارتفعت من 230 اعتداء في شباط 2025، إلى 255 في آذار، إلى 341 في نيسان، إلى 415 في أيار، وفق أرقام صادرة عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ففي بلدة كفر مالك، نفذ عشرات المستوطنين هجومًا واسعًا، حيث أطلقوا النار، وأحرقوا مركبات، ودمّروا ممتلكات، ما أدى إلى سقوط ثلاثة شهداء ووقوع عدد من الإصابات. كما أصيب ثمانية مواطنين بحالات اختناق جراء حريق أضرمه المستوطنون في منزل عند مفترق "كرملو" قرب قرية الطيبة، وفقاً للهلال الأحمر الفلسطيني.
وفي بلدة سنجل، نفذ مستوطنون أعمال تجريف واقتلاع أشجار الزيتون المعمّرة. وفي قرية المغير، أصيب مواطن فلسطيني بجروح ورضوض أثناء رعيه أغنامه في سهل مرج سيع، بعد تعرضه لاعتداء من مستوطنين.
كما اعتدى مستوطنون على مركبات المواطنين قرب مستوطنة "شيلو" برشقها بالحجارة ورش الركاب بغاز الفلفل.
وفي بلدة ترمسعيا، أضرم مستوطنون النيران في أراضي المواطنين الذين تصدوا للهجوم، وهاجموا عائلة أبو فزاع الكعابنة شرق رام الله، وأحرقوا سيارة كانت متوقفة أمام أحد المنازل.
وجاءت هذه الاعتداءات بعد أيام من تحركات استفزازية للمستوطنين في محيط التجمعات البدوية، شملت ترديد شعارات دينية وتهديدات مباشرة. كما أفادت مصادر محلية أن مستوطنين أطلقوا الرصاص الحي بكثافة في بلدة سنجل عقب تصدي الأهالي لمحاولة إدخال قطيع أغنام إلى داخل البلدة، فيما اعتدى مستوطنون آخرون على مواطن من المزرعة الشرقية أثناء وجوده في مركبته.
وهاجم مستوطنون قرية عرب المليحات، حيث أطلقوا مواشيهم على أعلاف المواطنين، كما سرقوا رؤوس أغنام من القرية.
وحذرت مصلحة مياه محافظة القدس من هجمات المستوطنين التي تستهدف آبار المياه في عين سامية التي تغذي عشرات التجمعات السكانية، حيث هاجموا العين قبل أيام وحطموا خط المياه الرئيس في بئر رقم 6، وهو تطور خطير يعكس تصاعد الهجمة الاستيطانية. وأكدت المحافظة أن المساس بمحطات الضخ لا يُعدّ فقط اعتداءً على منشأة مدنية، بل هو استهداف مباشر لحق الفلسطينيين في الحياة والمياه، وخرق فاضح للقانون الدولي الإنساني.
إدانات
أدانت الأمم المتحدة هجوم المستوطنين على قرية كفر مالك شمال شرق رام الله.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي: "ندين هجمات المستوطنين على الفلسطينيين"، مشيرًا إلى "مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين نتيجةً لهذا الهجوم".
ودعا دوجاريك "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، قائلًا: "يجب احترام القانون الدولي ومعاقبة المسؤولين".
وقال الاتحاد الأوروبي إن الوضع في الضفة الغربية المحتلة يزداد سوءًا بسرعة.
وأضاف أن الأيام الماضية شهدت تصاعدًا كبيرًا في عنف المستوطنين، وأعمال الترهيب، وتدمير منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، بما في ذلك استشهاد ثلاثة مواطنين في كفر مالك قرب رام الله ، داعيًا إلى وضع حد لهذه الاعتداءات.
وحث الاتحاد "إسرائيل" على "اتخاذ إجراءات ملموسة لمنع عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، وضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، في ظل الوضع الصعب الحالي".
وجدد الاتحاد الأوروبي التأكيد أن المست,وطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة أمام السلام.
كما أدانت وزارة الخارجية المصرية اعتداءات المستوطنين، وعدّتها انتهاكًا سافرًا يستدعي تدخلاً دوليًا.
وقالت الوزارة إن القاهرة تدين بشدة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بالضفة الغربية، والتي كان آخرها قتل وإصابة فلسطينيين في قرية كفر مالك.
وعدّت الوزارة ذلك "انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والمساعي الهادفة إلى تحقيق الأمن والاستقرار"، ودعت إلى "تحرك المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة، والتصدي للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني".
كما طالبت بـ"تفعيل المحاسبة وتقديم الحماية للشعب الفلسطيني، مجددة دعمها الكامل لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967.