تقاريرميدان

بين دعم العمليّة والدعوة إلى التهدئة.. ما أبرز المواقف العربية والإسلامية من "طوفان الأقصى"؟

أعلنت المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم السبت، عن إطلاق عملية طوفان الأقصى ردًا على اعتداءات الاحتلال المتصاعدة بحقّ المسجد الأقصى، لا سيّما في موسم الأعياد العبرية الطويل وما رافقه من اعتداء على المرابطين وسحل للمرابطات، وعلى تصعيد الاعتداءات بحقّ الأسرى الفلسطينيين، وشتم مستوطنين النبيَّ محمد صلى الله عليه وسلم.

وعلى الرغم ممّا تشكّله عملية "طوفان الأقصى" من عامل قوّة لمصلحة الفلسطينيين، وأهمّيتها في لجم عدوان الاحتلال على الفلسطينيين وأرضهم ومقدّساتهم وإجباره على التراجع، فإنّ جملة المواقف العربية والإسلامية دعت "الطرفين" إلى ضبط النفس، معربة عن قلقها من "تصاعد العنف" الذي "سيضرّ بـالسلام"، بدلاً من الدفع باتجاه تعزيز الموقف الفلسطيني والضغط على الاحتلال الذي يمعن قتلاً في الفلسطينيين والاعتداء على أرضهم ومقدساتهم.

مصر تبدأ اتصالات دولية لوقف التصعيد

بدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم السبت، اتصالات مكثفة مع نظرائه وعدد من المسؤولين الدوليين للعمل على وقف التصعيد الجاري بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إنّ شكري أجرى اتصالاً مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، حيث أكّد "أهمية وقف التصعيد الجاري وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوي عليه الأمر من مخاطر وخيمة".

وشدد المتحدث المصري على أن بلاده "تقوم باتصالات مكثفة على كافة المستويات لاحتواء الأزمة الحالية"، كاشفًا أن الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية في هذا الشأن "تتركز على الأطراف الدولية ذات التأثير، لضمان توحيد الجهود واتساقها وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل التوتر وعدم الاستقرار، والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة".

الأردن: الانتهاكات الإسرائيلية مسؤولة عن التصعيد في غزة

أكدت وزارة الخارجية الأردنية ضرورة وقف "التصعيد الخطير في غزة ومحيطها"، وحذرت من الانعكاسات الخطيرة لهذا التصعيد "الذي يهدد بتفجر الأوضاع بشكل أكبر، خصوصًا في ضوء ما تشهده مدن ومناطق في الضفة الغربية من اعتداءات وانتهاكات إسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه".

وحذرت الوزارة في بيان من تبعات هذا التصعيد "على كل جهود تحقيق التهدئة الشاملة، وأكدت ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني"، وقالت إنّ "تصاعد العنف بكل أشكاله واستمرار التصعيد سيؤديان إلى ما هو أسوأ، وسينعكسان سلبًا على الجميع".

وشددت على أنّ "إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما ينهي الاحتلال، ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل ووقف الإجراءات الإسرائيلية التي تكرس الاحتلال، وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل، هو السبيل الوحيد لوقف التدهور وتحقيق الأمن للجميع".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، إن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي يجري اتصالات مكثفة مع نظراء إقليميين ودوليين لبحث تحرك دولي عاجل وفاعل لوقف التصعيد، ولوقف جميع الإجراءات الاستفزازية التي تكرس الاحتلال، وتنتهك حقوق الشعب الفلسطيني، وتدفع باتجاه التصعيد، وفق البيان الأردني.

قطر تدعو إلى التهدئة ووقف التصعيد

حمّلت دولة قطر دولة الاحتلال المسؤولية عن تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وأعربت وزارة الخارجية القطرية عن قلقها البالغ إزاء تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ودعت الأطراف جميعها إلى وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وحمّلت قطر "إسرائيل وحدها مسؤولية التصعيد الجاري الآن؛ بسبب انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وآخرها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية".

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك "بشكل عاجل لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها السافرة للقانون الدولي، وحملها على احترام قرارات الشرعية الدولية، والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، والحيلولة دون اتخاذ هذه الأحداث ذريعة لإشعال نار حرب جديدة غير متكافئة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة".

إشادة كويتية بالعملية ودعوات لمساندة المقاومين والمرابطين

أشاد الأمين العام لـ "الحركة التقدمية" الكويتية أسامة العبد الرحيم بالعملية البطولية النوعية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وقال إنّ "المقاومة تجاوزت مرحلة ردة الفعل إلى المبادرة والمباغتة في المعركة ونقل ميدانها الأساسي إلى خارج قطاع غزة المحاصر".

وأكد أن "هذه المعركة تفرض على شعوبنا العربية كافة وقواها التحررية تعزيز تضامنها الكفاحي الشعبي مع الشعب العربي الفلسطيني ومع المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب للتصدي للهيمنة الإمبريالية وللفكاك من التبعية ولإنجاز مشروع التحرر الوطني والتغيير الديمقراطي والاجتماعي".

ودعا "الحكومة الكويتية إلى إعلان موقف واضح وسريع في دعم المقاومة لتعزيز صمودها والدفع بمعركة التحرير للأمام".

كذلك، أشادت الحركة الدستورية الإسلامية الكويتية بالعملية، وقالت إنّ "العربدة الصهيونية بدت في أعلى صورها في الأيام الماضية خلال اقتحام المتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى خلال ما يسمى عيد (العرش) الصهيوني برعاية قوات الاحتلال وما صاحبه من اعتداءات وانتهاكات جسيمة على الفلسطينيين العزل في القدس ومخيمات الضفة الغربية أمام أنظار ما يسمى المجتمع الدولي الذي التزم حالة الصمت والإنكار".

وأوضحت الحركة أنه "رغم الدعم العالمي الذي يقدم للكيان الصهيوني من خلال تزويده بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات والأجهزة والأنظمة العسكرية والحربية والتحالفات الاستراتيجية التي تعقدها معه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وأمام بعض الأنظمة الحارسة لهذا الكيان إلا أنه يعيش إرباكا ونكسة استراتيجية، تثبت بأنه كيان وهن وهش من الداخل".

ودعت الحركة الدستورية الإسلامية "الحكومة والشعب الكريم لمساندة المجاهدين والمرابطين بما وسعهم، ثباتًا على الموقف الكويتي الراسخ جيلاً بعد جيل، في دعم المقاومة ورفض الاحتلال ومناهضة التطبيع".
السعودية تدعو لوقف التصعيد في غزة وحماية المدنيين
قالت وزارة الخارجية السعودية إنها "تتابع عن كثب تطورات الأوضاع غير المسبوقة بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مما نتج عنها ارتفاع مستوى العنف الدائر في عددٍ من الجبهات هناك"، ودعا بيان للخارجية إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس".

وجدد البيان السعودي "دعوة المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته وتفعيل عملية سلمية ذات مصداقية تفضي إلى حل الدولتين بما يحقق الأمن والسلم في المنطقة ويحمي المدنيين".

العراق يحمل الاحتلال مسؤولية التصعيد ويدعو لتحرك دولي لحماية الشعب الفلسطيني

أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي موقف بلاده الثابت، شعبًا وحكومة، تجاه القضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة.

وأضاف العوادي في بيان أن ما يحدث اليوم نتيجة طبيعية للقمع الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عهود مضت؛ على يد سلطة الاحتلال الإسرائيلي، التي لم تلتزم يوما بالقرارات الدولية والأممية.

ودعا المجتمع الدوليّ إلى التحرّك لوضع حدّ للانتهاكات الخطيرة، وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، الذي ما زال يعاني الاحتلال وسياسات التمييز العنصريّ والحصار والتجاوز على المقدسات، وانتهاك القيم والمبادئ الإنسانية.

قلق تركي من التصعيد ودعوات إلى "ضبط النفس"

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأطراف إلى ضبط النفس، والابتعاد عن الخطوات المتهورة التي من شأنها تصعيد التوترات، مؤكدًا وقوف بلاده مع جميع المظلومين في العالم.

وقالت الخارجية التركية إن أنقرة تشعر بـ "قلق عميق إزاء أعمال العنف والتوتر في إسرائيل وفلسطين" اليوم، مبينة "أن تركيا تولي أهمية كبيرة لاستعادة الهدوء في المنطقة في أقرب وقت ممكن".

واستنكرت الوزارة "بشدة الخسائر في أرواح المدنيين، وندعو الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب الخطوات المتهورة".

إيران تدعم العملية وتعلن وقوفها إلى جانب المقاومة

أعلنت إيران دعمها العملية، وقال رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الايراني الأعلى: ‏"نحن ندعم عملية طوفان الأقصى المحمودة؛ وسنقف إلى جانب المجاهدين الفلسطينيين حتى تحرير كامل الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس ".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى