تقاريرميدان

باحث: دلالات مهمّة لعملية طوفان الأقصى

تواصل طائرات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، وصعّدت قصفها لعدة مناطق بقطاع غزة، فيما واصلت المقاومة الفلسطينية الرد على العدوان برشقات صاروخية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتقاء 830 شهيدًا، وإصابة 4250 آخرين بجراح مختلفة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، مع تواصل القصف المكثف على جميع أنحاء القطاع".

وأضافت أن 18 شهيدًا ارتقَوا في الضفة الغربية بينهم 3 أطفال، بينما أصيب نحو 100 فلسطيني، وذلك بعد ارتقاء الشاب محمد ماجد إبراهيم حماد (20 عاما) متأثرا بجروحه التي أصيب بها في مخيم "العروب" شمال الخليل جنوبي الضفة.

وتسببت غارات الاحتلال في تسجيل مجازر بحقّ 13 عائلة، أدت هذه المجازر إلى استشهاد 105 من ذويهم، ولا يزال عدد كبير منهم تحت الركام.

وعلى الرغم من قساوة المشهد في غزة، إلا أنّ المشهد على الجانب الإسرائيلي ليس بالمعتاد بالنسبة إلى الاحتلال، وقد أعلنت وزارة الصحة في حكومة الاحتلال أعلنت عن مقتل أكثر من 1000 مستوطن منذ السبت الماضي، إضافة إلى نقل أكثر من 2800 مصاب إلى المستشفيات، من بينهم حالات خطيرة وأخرى ميؤوس منها. يضاف إلى ذلك، القصف المستمر لمستوطنات غلاف غزة ومدن محتلّة، ناهيك بالفشل الاستخباري الذريع في كشف العملية قبل وقوعها.

دلالات معركة "طوفان الأقصى"

تحمل معركة "طوفان الأقصى" دلالات لا يمكن التقليل من أهميتها، وتتوزّع على مستويات متعددة.

ووفق الباحث والكاتب الفلسطيني ساري عرابي، فإنّ العملية لها دلالات على المستوى المعنوي العربي والإسلامي والفلسطيني، فهي تردّ للإنسان العربي ثقته بنفسه وأنه قادر على الإنجاز وقادر على صناعة المستحيل، وتقليص الفارق بينه وبينه العدو، بل ما بينه وما بين العالم كله.

ويضيف عرابي، في حديث لموقع القدس 360، أنّ المقاومة افلسطينية تعطي العرب دليلاً واقعيًا وليس مجرد مواعظ بلاغية وخطابية، على إمكانية صناعة المستحيل.

أما على المستوى الصهيوني، فهي تؤكد أنّ جيش الاحتلال قابل للهزيمة ويمكن أن يقهر وأن الاستخبارات الإسرائيلية يمكن أن تفشل، وأن دولة الاحتلال قابلة للهزيمة، وأنّ انتصارها ليس أبديًا.

وثمة دلالة أخرى، بحسب عرابي، هي أنّه بالصدق والجدية والإيمان والمثابرة والإصرار يمكن صناعة المستحيل، وأن يكون الإنجاز بالصمود الطويل في صراع صعب وطويل ومعقّد من هذا النوع الكيان الصهيوني.

وعلى المستوى التنفيذي المباشر، والعسكري والعملياتي، يشير عرابي إلى أنّنا نتحدث عن أول اختراق كبير وجدّي يلطم الكبرياء الصهيوني ويهينه منذ عام 1973 إلى اليوم، بل إنّ المؤسسة الصهيونية تقول إن هذا الإنجاز لحركة حماس أكبر من إنجاز أكتوبر لأنّ أكتوبر كان مع دول ودبابات وجيوش وطائرات، فيما إنجاز اليوم حققته حركة صغيرة محاصرة مكشوفة الظهر في بيئة وتضاريس مكشوفة.

ويختم عرابي بالقول إنّ إنجازًا من هذا النوع وبهذه الاعتبارات المعنوية والسياسية والعسكرية، لا بد ستكون له ارتدادات على مستوى فلسطين والمنطقة والعالم، وتفاعلاته قد لا تظهر سريعًا أو في الآن لكنها بالضرورة ستظهر على المدى القريب بعد نهاية المعركة وبشكل أوضع وأعمق على المستوى المتوسط.

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى