Blogتقاريرميدان

انتهاكات وحشية بحق الأسرى في سجون الاحتلال

يترافق العدوان الهمجي على غزة المستمر منذ أكثر من عام، مع عدوان متصاعد على الأسرى والمعتقلين، الذين صعّد الاحتلال من وتيرة الاعتداء عليهم والتنكيل بهم بشكل كبير منذ بداية العدوان.

ووفق معطيات مؤسسات الأسرى، فقد اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 11,700 فلسطيني من الضفة الغربية منذ بداية العدوان، فيما لا تتوافر أرقام دقيقة عن معتقلي غزة الذين يقدر عددهم بالآلاف.

وتحرص إدارة السجون، ضمن توجيهات وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، على ممارسة أعتى وسائل التنكيل والقتل البطيء بحقّ الأسرى، وحرمانهم من أدنى حقوقهم الإنسانية.

انتهاك للخصوصية وتعذيب نفسي للمعتقلات في "الدامون"

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الإثنين، بأن المعتقلات في سجن "الدامون" يتعرضن لجملة من الاعتداءات والعقوبات، إذ يتم انتهاك خصوصيتهن واستهداف نفسياتهن، من خلال جملة من السياسات والإجراءات اللاأخلاقية واللاإنسانية.

ونقلت محامية الهيئة التي زارت السجن مؤخرًا، أن الظروف الحياتية والصحية سيئة، حيث الاحتجاز داخل الغرف 23 ساعة يوميًا، والفورة عبارة عن ساعة واحدة فقط ومن ضمنها استخدام الدوشات للاستحمام والاغتسال، والطعام سيء وقذر، وهناك نقص كبير في الأغطية والملابس، كما تشهد الغرف اكتظاظًا كبيرًا، حيث تُحتجز في الغرفة الواحدة 11 معتقلة، إلى جانب الحرمان من الفحوصات الطبية والأدوية والعلاجات.

وفي هذا السياق، زارت محامية الهيئة المعتقلة (ف.ص) من رام الله (48 عامًا)، التي سردت تفاصيل ما تعرضت له هي وشقيقتها عند اعتقالهما في 2024/1/13، إذ تم اقتحام منزلهما والعبث به، وكان شكل الاقتحام مرعبًا من ناحية عدد الجنود وأشكالهم وهم مقنّعون، وتم نقلهما على مدار عدة أيام إلى سجن "عوفر"، وبعد ذلك إلى مركز توقيف "عتصيون" ومنه إلى "الشارون"، إلى أن استقرت بهما الحال في سجن "الدامون".

ونقلت محامية الهيئة عن المعتقلة أنها وشقيقتها تعرضتا للسب والشتم والتفتيش اللاإنساني، كما قضيا وقتًا طويلاً جدًا وهما مقيدتان ومعصوبتا الأعين، وكل ذلك تزامن مع ضرب شديد، فالمحققون كانوا يُخرِجون حقدهم من خلال هذا التعامل الوحشي، علمًا أن الشقيقتين اعتُقلتا على خلفية لقاءات تلفزيونية، بعد اغتيال الاحتلال شقيقهما، ولا تزالان موقوفتين.

كما زارت محامية الهيئة المعتقلة (ن.ز) من محافظة أريحا التي تبلغ من العمر (37 عامًا) وما زالت موقوفة، علمًا أن التهمة الموجهة إليها هي التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتُقلت بعد اقتحام منزلها والعبث بمحتوياته وتخريبه والاستيلاء على أجهزتها الخلوية وأجهزة الحاسوب.

ونقلت المعتقلة (ن.ز) لمحامية الهيئة أن طريقة الاعتقال مرعبة، إذ التفتيش العاري والصراخ والضرب على أنحاء الجسم كافة، وتقييد الأيدي وتعصيب الأعين، والسب والشتم والإهانة، ولم تتم مراعاة وضعها الصحي، إذ أخبرتهم عند اعتقالها بأنها مريضة بالسرطان وخضعت لعملية استئصال، إضافة إلى معاناتها من قرحة في المعدة وطول النظر، فتعمدت إدارة السجن الاستيلاء على نظارتها الطبية وحرمانها من ارتدائها بعد وصولها إلى المعتقل.

انتهاكات وحشية بحق معتقلي غزة

قال نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين إن سلطات الاحتلال تمارس انتهاكات وحشية بحق المعتقلين من قطاع غزة.

وأوضح النادي والهيئة، في بيان الأحد، أن هذه الانتهاكات ترتكبها قوات الاحتلال تحديدًا خلال عملية اعتقالهم، وفي الفترة الأولى من الاعتقال داخل المعسكرات.

وأشارتا إلى أن طواقمهما تمكنت من زيارة نحو 30 معتقلاً من قطاع غزة في سجني "النقب" و"عوفر" في ظروف صعبة وقيود مشددة، إذ شملت عددًا من الطواقم الطبيّة الذين جرى اعتقالهم من مستشفى الشفاء في غزة، سواء من اعتقلوا داخل المستشفى أو عبر ما تسمى "الممرات الآمنة"، وقد عكست إفادات المعتقلين مجددًا مستوى التّوحش الذي مارسته قوات الاحتلال بحقّهم.

وأشار البيان إلى أن الزيارة تمت في السادس والسابع من نوفمبر الجاري، وأكدت جملة الجرائم الممنهجة والثّابتة التي تشكّل الأساس لكل شهادات غزة، خاصة في ما يتعلق بأساليب التّعذيب الجسدي والنفسي، والإذلال الممنهج.

وتابع: استنادًا للزيارات التي تمت لمجموعة من المعتقلين في سجن "النقب" فقد برزت قضية مرض الجرب، في إفاداتهم، فالمئات من معتقلي غزة مصابون بالمرض، كما المئات من الأسرى الآخرين، فاليوم فعليًا يواجه معتقلو "النقب" كارثة صحية حقيقية، في ضوء تصاعد استمرار انتشار المرض بين صفوف الأسرى، ويُقابل ذلك استمرار منظومة السّجون بتنفيذ جرائم طبيّة ممنهجة عبر حرمانهم من العلاج، وتعمدها عدم وضع حد للأسباب التي ساهمت وتساهم حتّى اليوم في استمرار انتشار المرض.

كما ركز المعتقلون على الفترة الأولى من مرحلة الاعتقال، نتيجة عمليات التّعذيب التي تعرضوا لها في معسكرات الجيش، وقد أفاد الأسير (د.و) المعتقل منذ شهر آذار/مارس 2024، خلال العدوان الذي تعرض له مستشفى الشفاء، أنّه خضع للاحتجاز في منطقة غلاف غزة، لمدة 4 أشهر قبل نقله إلى سجن "النقب"، حيث واجه ظروفًا صعبة وغاية في القسوة، واحتجز على مدار تلك الفترة وهو معصوب العينين، ومقيد اليدين، وقد تعرض لاعتداءات بالضرب المبرح، إلى جانب الإهانات، وعمليات الترهيب باستخدام الكلاب البوليسية. وقد نتج عن عمليات الضرب، وكسور في الأضلاع، واليوم ورغم أن وتيرة الضرب قد انخفضت، فإن المعاناة تضاعفت بعد إصابة المئات من المعتقلين بمرض الجرب الذي تحول إلى أداة تعذيب جسدي ونفسي.

وأضاف، أنه ومنذ 6 أشهر لم يستبدل ملابسه، وأن إدارة السجن تتعمد سحب الفرشات والأغطية في ساعات الفجر، وتقوم بإعادتها في ساعات متأخرة من الليل، وما زالت جريمة التجويع قائمة، إلى جانب العديد من الجرائم الممنهجة.

أما المعتقل (ل.ر)، فأكّد أنّه ومن بين (145) معتقلاً محتجزين في أحد أقسام سجن "النقب"، فإن (100) منهم مصابون بمرض الجرب، ويعانون أوضاعصا بالغة الصعوبة، وتمارس بحقّهم جرائم طبيّة ممنهجة، وتضمنت إفادته التفاصيل التي ذكرها كل المعتقلين عن المرحلة الأولى عن الاعتقال، إذ تعرض لأبشع أنواع التنكيل والإهانات والضرب، من خلال عمليات الاعتداء اليومية، والتي تسببت له بكسور في الصدر.

كما وجه جميع المعتقلين نداء بضرورة العمل على إدخال ملابس لهم قبل بداية الشتاء، فالبرد القارس بدأ يخيم على الأقسام تحديدًا في سجن "النقب" في ساعات الليل، حيث إن المعتقلين لا يملكون ملابس شتوية، وكل معتقل لديه غطاء خفيف فقط لا يقيه من البرد، كما تتعمد إدارة المعتقل سحب الفرشات والأغطية عند الفجر، وإعادتها في ساعات متأخرة من الليل. وقد ساهم في استمرار انتشار مرض الجرب تجميع الأغطية من القسم ومن الغرف المصابة وغير المصابة، وتحوّلت الأغطية مصدرًا لانتشار المرض، إضافة إلى انعدام مقومات النظافة الشخصية.

وكان من بين المعتقلين الذين تمت زيارتهم معتقل يُعاني ضعفًا في السّمع، ومصاب بالسكري، وبكسور نتيجة لعمليات التّعذيب، وآلام في أنحاء جسده كافة، وقد وجّه للمحامي رسالة مؤلمة قال فيها "لا أستطيع النوم من البرد، والجوع، وأنا أموت كل لحظة ولا أعرف ما الذي يريدونه مني، فلم أعد أتحمل هذا العذاب".

فريق التحرير

الأقصى بوصلتنا والقدس عنواننا، نعمل لنوصل صورة القدس من كل الزوايا
زر الذهاب إلى الأعلى